فنانة حظيت بالكثير من القبول، سطع نجمها في سنوات التسعينات، شاركت أفراح ومشاعر جيل كامل بطابعها الشعبي العائلي،..إنها المطربة كريمة الصغيرة التي تركت بصمة في عالم الفن خلال العقود الماضية، ورغم أن نجمها خبت قليلا إلا أنه لم يختف، فهي مازالت متواجدة في الساحة الفنية باحتشام وصوتها مازال يصدح في الحفلات والأعراس. * متى كانت بداية كريمة الصغيرة مع الغناء الشعبي؟ بدأت منذ الثمنينات ،في الاعراس والحفلات العائلية وكنت حينها تلميذة في المرحلة الابتدائية، وبعدها انخرطت في ميدان التمثيل، ومارست مهنة التمثيل لأكثر من 10 سنوات، بعدها تفرغت للعمل في مجال الغناء، ولم أستمر بدراسة الموسيقى لأن موهبتي كانت ربانية إضافة إلى ضغط التقاليد التي تحكم العائلة العربية الجزائرية وتمنع تأخر الفتاة في المعهد الموسيقي أو غيره.
* هل تغنين الآن بشكل منفرد أم أن لك فرقتك الخاصة؟ بدأت بشكل منفرد، لكنني الآن كونت فرقة نسوية وأخرى رجالية، والسبب في ذلك هو إشكالية وجود حضور الموسيقيين الرجال في الحفلات العائلية، لأن المجتمع الجزائري محافظ جدا على العادات والتقاليد، وعموما الفرقة الرجالية هي الاخرى مطلوبة وفي المناسبات الثقافية والخارجية نستعين بالرجال في غالب الاحيان. * ما هو موقفك الشخصي من توقف الفن والحياة الفنية في الجزائر في هذه الفترة؟ بلدي لم أستطع العيش خارجه، ولطالما تساءلت، لماذا نتوقف ولدينا ثقافة جميلة وموسيقى أجمل تختلف من منطقة لأخرى وتعكس ثقافة مختلفة وتقاليد في غاية الجمال والروعة، الثقافة الجزائرية ما هي إلا زخرفة تعكس فنون رائعة، لكن جائحة كورونا همشتها تماما في الفترة الأخيرة، وأنا قررت التحلي بشجاعة لمواجهة هذا الموقف، وأشكر كل من أعطى الفنانين القدرة على بعث الحياة في الفن طالما أن موضوعاته محترمة وتعكس تقاليد المجتمع وعاداته الجميلة، إضافة إلى شجاعة الفنانين ومبادرتهم لمواجهة الموت ونشر ثقافة الحياة. * تنظرين للفن كرسالة وتشددين على هذا كثيراً، لماذا؟ طبعا لأن الفن في حد ذاته هو سالة، رسالة تربوية للمجتمع بصورة غير مباشرة أستخدمه من خلال صوتي وجمالية الشعر العربي والأنواع الفنية الجزائرية العريقة، إن الله جميل يحب الجمال، والفن إذا حللته فإنه لك حلال وإذا حرمته فإنه عليك حرام، غناء أغنية تشوه المجتمع حرام، أما الكلام الذي لا يحمل نشازاً فهو جميل ولا أحد يستطيع قول خلاف ذلك، هذا ما أحاول تطبيقه من خلال حياتي الفنية وعمري يوما بعد يوم. * هل لديك طقوس معينة تحرصين عليها في حفلاتك؟ أنا أقدس الفن الجزائري وأحترمه كثيراً، وأتعامل معه ومع كافة تقاليده باحترام شديد، ومن أهم التقاليد التي أحرص عليها لبس الزي الجزائري التقليدي، فالفنانة أو الفنان كالمعلم الذي لديه رسالة، والذي يجب أن يكون مثلاً للأجيال والخطأ بالنسبة له غير مسموح. * لماذا لم تحاولي التعاون مع كتاب من الوطن العربي، و اقتصرت على الفن الشعبي الجزائري؟ فضلت دائماً أن أبقى في الجزائر، ومن الممكن أن أغني من كلمات أي كاتب عربي، لكنني أعتقد أن صوتي وخامته التي نسميها في الجزائر بخاتم الصوت خلقت لتغني الفنون التقليدية الجزائرية وسأظل أغنيها طوال عمري، لأني لا أبحث عن الربح المادي ولا عن الشهرة التي حصلت عليها بالفعل من خلال غنائي لموروثي الفني، أنا "نموت" على الجزائر ولا أصبر على العيش خارجها وتكفيني شهرتي في الجزائر". * ماهي أكثر الأماكن التي سررت بالغناء فيها وشعرت بالتواصل مع الجمهور؟ غنيت في كل منطقة من بلدي في أحلك الظروف وفي بلدان غربية، لكن يبقى الجمهور الذي أفرح به كثيرا وأبكي عليه كثيرا هو دور العجزة و الأيتام، وأحمد الله أنني في كل منطقة صادفت حب الناس واحترامهم الكبير لي وهو ما يشعرني بسعادة وفخر بالغين. * هل سبق لك وأن غنيت بالأمازيغية؟ من امنياتي الغناء بالأمازيغية لأنها جزء من الجزائر بلدي المتنوع والجميل، أنا عربية لكنني أفخر بكل شبر من الجزائر، وأردت إيصال هذه الرسالة عن طريق دويتو مع كثير من الفنانين الذين يغنون بالامازيغية. * هل تجدين صعوبة في التواصل مع جمهور المغرب العربي، وهل تلعب اللهجة دورا في هذا الانقطاع؟ جمهور المغرب العربي كانت لديه صعوبة في السبعينات و الثمانينات في فهم اللهجة الجزائرية، لكن حالياً أعتقد أنها أصبحت أوضح وتصل بطريقة أسهل، خصوصاً بعد شهرة بعض المغنين مثل الشاب خالد وغيره في الوطن العربي كله، أيضاً الإحساس والموسيقى يقربان كثيراً ولهما دور في فهم الفن الجزائري. * أصبحت غائبة إعلاميا في الآونة الأخيرة؟ إعلاميا ربما، ولكنني حاضرة على الساحة الفنية وهذا أهم بالنسبة لي، وأجندتي مكتظة بالمواعيد الفنية حتى في شهر رمضان كما ترى وبعض القنوات اشترطت عليهم النقود للغناء وليس للظهور معهم فقط . * ما رأيك في ظاهرة ارتداء الحجاب ومواصلة الغناء في نفس الوقت؟ الحجاب والغناء لا يتوفقان طبعا في رأيي، وعندما سأرتدي الحجاب لن اغني لا عاصمي ولا غيره. * بعيدا عن الفن كيف هي حياتك ويومياتك؟ كأي امرأة جزائرية، لها بيتها وأولاد وشغل وأعمال . * هل زوجك من الوسط الفني؟ نعم هو من داخل الوسط الفني، لكنه ربما أصبح فنانا أكثر مني كونه من أعرق الناس في المجال الفني وحاليا أصبح يرافقني بشكل متواصل في حفلاتي ولقاءاتي وهو مناجيري الخاص. * هذا يعني أنه لا يعارض طبيعة عملك؟ هو لا يعارض ذلك، ولم يسبق وأن طلب مني التوقف عن الغناء، خاصة وأنني أوفق بين دوري في المنزل كأم وزوجة وعملي الفني. * على ذكرك لهذا، كم هو عدد أولادك؟ رزقني الله بثلاثة أولاد * هل تعتبرين أولادك أولوية في حياتك وبعدهم يأتي عملك الفني، أم أن حياتك الفنية أهم؟ هذا مؤكد أولادي أهم من كل شيء آخر في حياتي ولو خيرت بين فني وبيتي لاخترت بيتي بكل تأكيد. -هل يميلون إلى الفن؟ لالا أبدا، لكن منهم من يملك حس فني كبير ويحب العزف على مختلف الآلات الموسيقية ولكن أستبعد أن يصبح مغنيا في المستقبل. -هذا يعني أننا قد نراه مستقبلا في فرقتك كموسيقي؟ ولما لا وسأكون سعيدة بذلك. * ماذا تمثل لك الفنانة نوال السكندر وراضية عدة؟ هم عمالقة في الفن الجزائري، تربيت معهم في جوهم الفني. * في حال إذا ما عرضت عليك تجسيد دور فلم تلفزيوني او سينيمائي هل ستقبلين؟ بدون نقاش سيكون لي عظيم الشرف إذا حصل ذلك ولن تنسى اخي انا بداياتي كنت ممثلة قبل احتراف الغناء.
* كيف تقضين يومياتك في شهر رمضان؟ أنا مشاهدة وفية لبرامج التلفزيون الجزائري خاصة في شهر رمضان المبارك، ولهذا فأنا أحرص على مشاهدة كل الأعمال التي يقدمها، هذا إلى جانب الاهتمام بأمور البيت والأولاد والعمل طبعا. * وماذ عن المطبخ، هل تعدين مائدتك بنفسك أم تستعينين بخادمة؟ أنا أحرص حرصا شديدا على إعداد كل الأطباق بيدي. * كلمة اخيرة كريمة؟ شكرا لقراء مجلة الحوار وشكرا لكل محبي كريمة الصغيرة وثقتهم الكبيرة في شخصي اعدهم بالبوم سيصدر عن قريب ي وفيديو كليب، أتمنى أن يكون عند حسن ظنهم وأتمنى رمضان مبارك للأمة العربية والإسلامية وللشعب الجزائري خاصة.