* " كنت مطلوبا في "البياسجي" وقانون القصر وراء عودتي للجزائر" يبدو أن أرض الجزائر لا تنضب من ولادة المواهب الشابة في جميع الرياضات، وبخاصة كرة القدم، التي تعد الرياضة الأكثر الشعبية في بلادنا، ففي بطولة وصفها البعض بالعرجاء، ونعتها آخرون بالعقيم، بالنظر للمواهب الكثيرة التي قتلت أو زاغت عن الأبصار بعد بروزها في الفئات الشبانية، لأسباب مختلفة، إلا أن بعض المواهب الشابة سطع نورها خارج الرقعة الجغرافية لبلادنا، وأكدت على قدرتها في التألق عل أعلى مستوى شرط توفر تكوين في المستوى، ووسائل العمل الضرورية، إلا أنه أراد أن تكون انطلاقته من الخليج، وبالضبط من البطولة الإماراتية، حيث بدأ نجمه في السطوع رويدا رويدا ويتجه ليكون ضمن لاعبي النخبة الموسم القادم، إنه اللاعب ضرار بن سعد الله، الذي اتصلت به مجلة"الحوار"،وكان لنا معه هذا الحوار الشيق، الذي تطرقنا فيه إلى العديد من الأمور التي تخص مشواره الكروي، بالإضافة إلى أمور شخصية يكشفها لأول مرة لمجلة "الحوار". * أهلا وسهلا ضرار بن سعد الله، أنت اليوم ضيف مجلة الحوار، في ركن " نجم المستقبل" أين سنتحدث عن العديد من الامور التي تخصك. مرحبا بكم وبكل قراء مجلة "الحوار" وشكرا عل إتاحة الفرصة لي من أجل الحديث للجمهور الرياضي في الجزائر. * من هو ضرار عد الله؟ أنا ضرار سعد الله من مواليد 4 مارس 2000، بالقبة، وألعب حاليا في نادي الإمارات الإماراتي، الناشط في بطولة الدرجة الأولى، وألعب في منصب وسط الميدان. * حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم بدايتي مع كرة القدم كانت مثل كل الأطفال، في الشارع حيث تعلمت أبجداتها مع أقراني، وكانت أول خطوة لي في هذا العالم الالتحاق بمدرسة أمل حي البدر، بفضل خالي عبد الرزاق قديدح الذي كان وراء انضمامي لهذا النادي، وقد بدأت خطواتي الأولى هناك. وبعدها مررت بالكثير من التجارب، كالانضمام إلى أكاديمية باريس سان جرمان، ثم رائد القبة وبعدها انتقلت للإمارات. * بعد تجربة قصيرة مع حي البدر، انضممت إلى أكاديمية باريس سان جرمان، كيف كان التحاقك بهذا النادي الكبير؟ بعد تألقنا في البطولة السنية سنة 2013 وتتويجنا ببطولة شرق العاصمة، انتقلنا إلى باريس من أجل المشاركة في دورة دولية هناك، حضرتها العديد من المدارس العريقة، أهمها باريس سان جرمان، حيث قدمت مستوى لافت، جعل كشافي العملاق الفرنسي يطلبون مني البقاء لإجراء التجارب، وقد نجحت فيها كلها وبقيت هناك قرابة ثلاثة أشهر، لكن القوانين في ذلك الوقت كانت تمنع من انتداب اللاعبين القصر، وأبي رحمه الله رفض أن أبقى هناك، وعدت بعدها للجزائر. * تقصد قانون منع القصر من اللعب في النوادي الأوروبية دون أوليائهم؟ هذا صحيح، وهو نفس القانون الذي تم على ضوئه معاقبة نوادي كبيرة مثل تشيلسي، برشلونة وريال مدريد، لذلك كان من الصعب جدا البقاء هناك، خاصة وأن والدي رحمه الله لم يكن ينوي الاستقرار هناك، وفضل العودة للجزائر. * وأنت كيف كان شعورك في ذلك الوقت؟ كنت صغيرا جدا، وقد نزلت عند رغبة والدي، الذي كان يعرف مصلحتي أحسن مني، وهذا هو القضاء والقدر وأنا مؤمن به. * بعدها عدت لرائد القبة، كيف كانت تجربتك هناك؟ تجربتي في رائد القبة كانت مثمرة جدا، حيث بقيت فها لخمس سنوات، أين لعبت إلى غاية موسم 2017/2018 أين لعبت مع فريق الأكابر وأنا لا أزال في فريق الأوسط، حيث استدعاني المدرب نبيل مجاهد للمشاركة رفقة الفريق الأول في مواجهة جمعية وهران بملعب بوعقل، لكنني لم أشارك بسبب عدم وصول الترخيص الخاص بي من مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بيسدي موسى في وقته، بما أنه في ذلك الوقت كان اللاعبون الشباب يحتاجون للترخيص من أجل المشاركة، لكنني سعدت كثيرا بتواجدي مع لاعبين كبار عل غرار حسين مترف، الحارس شويح وآيت علي. * استفدت كثيرا من تلك التجربة ألي كذلك؟ صحيح، فاللعب لمدرسة معروفة على الساحة الوطنية كرائد القبة، شرف لأي لاعب كان، فهي التي خرجت صالح عصاد، محمد شعيب، محمد بوسفيان والعديد من الأسماء الكبيرة، لذلك فقد ساعدني ذلك كثيرا، كما تلقيت الدعم من طرف أسطورة الفريق محمد شعيب الذي كان يحفزني ويؤكد لي أنني قادر على قطع مشوار كبير في حالة آمنت بقدراتي وذلك دفعني دائما نحو الأفضل. بالإضافة إل دعم المدرب قوقام مالك لي في فريق الآمال. * انتقلت للعب للإمارات، كيف كان ذلك؟ في شتاء 2019 تلقيت اتصالا من المناجير محمد ميكيداش الذي عرض علي الانتقال للعب في الإمارات الإماراتي الذي كان ينشط في بطولة النخبة، حث أمضيت في منتصف الموسم، لكن الفريق سقط للدرجة الأولى، تاركا الدوري الممتاز، بعد المشاكل التي حدثت بينه وبين فريق الفجيرة، وقد وجدت بعض الصعوبة في التأقلم في البداية، لكن في الموسم الثاني نجحنا في المنافسة على الصعود، لكننا لم نحققها بفارق نقطة وحيدة فقط، لكن هذا الموسم نحن نتصدر الترتيب وسنصعد بإذن الله. * لكنك لا تزال في صنف الآمال أليس كذلك؟ هذا صحيح، سني يسمح لي باللعب مع فريق الآمال الذي حققت معه البطولة، لكنني من الموسم الاول لي هنا أمضيت عل عقد احترافي وفي الفريق الأول، حيث لعبت مع الآمال بعض المواجهات عندما عدت من الإصابة التي تعرضت لها، وقد احتفلت معهم باللقب، بعدما طلب من النادي ذلك. * وكيف كانت وضعيتك داخل النادي؟ في البداية كما قلت عانيت قليلا، لكن بعدما منحت لي الفرصة أصبحت ركيزة أساسية في الفريق، ولعبت كل المواجهات تقريبا، حيث نلت ثقة كل المدربين الذين تعاقبوا على النادي، وهم التونسي جلال قادري، والإماراتي عبيد باروج، والمقدوني جوكيكا والمغربي بدر الإدريسي، وهو دليل على المكانة التي احتلها داخل التشكيلة. * على ضوء تألقك مع الإمارات، هل لديك أي اتصالات من نوادي الدوري الممتاز؟ كانت هناك عدة عروض وصلتني من الأندية القوية منها الوحدة، النصر الذي يلعب له مهدي عبيد، وحتا، ناهيك عن الأندية التي تنشط معنا عل غرار ديبا الحصن التي يلعب لها عواج، والعربي الذي كان يريدني في جانفي، ولدي الآن اتصالات من نادي كبير في الدرجة الممتازة، لكنني لا أنوي الكشف عنه بما أن العرض ليس رسميا لحد الآن، وننتظر في الصيف القادم لدراسته والرد عليه. * العديد من المواهب الصاعدة في كرة القدم برزت في بلادنا ثم اتجهت نحو أوروبا، لكن العكس حصل معك، كيف ذلك؟ كما قلت لك عندما كنت يافعا لم أستطع البقاء في باريس، وبعد سنوات وجدت نفسي ألعب في الإمارات، هذا أمر غريب نوعا ما، لكنني سعيد بالتجربة هنا. وأطمح للعب هنا سنوات أخر من اجل التطور أكثر، أو الانتقال إلى قطر التي تعتبر البطولة الأقوى في آسيا، أين تجلب عدة نجوم عالميين، وأندية قوية جدا عل الساحة القارية. * يعني أنك تطمح للعب في هذه البطولة؟ نعم، سأعمل عل أن ألعب في أحد النوادي هناك، من أجل الوصول إل فرصة بلوغ العالمية، بالنظر للصدى الكبير للأندية هناك، وخاصة وأن هذا البلد سيحتضن كأس العالم، وذلك سيكون فرصة لي من أجل البروز أكثر. * وكيف تقارن بين البطولة الإماراتية والبطولة عندنا؟ البطولة الإماراتية قوية جدا، وقد وجدت اختلافات كثيرة، فرغم أن الجزائر تمتلك مواهب رائعة، وسمعة كبيرة عل المستوى القاري والدولي، إلا أن الإمارات تسير في طريق تطوير هذه الرياضة بفضل المنشآت القاعدية التي تمتلكها والتي لن تجدها في مكان آخر، فالاحتراف هنا سمة بارزة، وكل شيء متوفر، فعندما قدمت إلى هنا اندهشت من وسائل العمل التي لم أرى مثلها في حياتي، في حين في بلادنا اللعب يعتمد على إمكاناته لوحده من أجل البروز. * على ذكر الجزائر، ألم يتصل بك أحد من الاتحاد الجزائري لكرة القدم؟ في الحقيقة هم يعلمون بأنني هنا، ويعرفون كل صغيرة وكبيرة، لكنهم لم يتصلوا بي، من أجل اللعب في صنف من المنتخبات السنية. * وهل تطمح للتواجد مع المنتخب في الوقت الحالي؟ هذا أمر صعب جدا، رغم أنني لاعب طموح، لكن أعرف أن الوصول للمنتخب يلزمه عمل كبير، في البداية أطمح لصناعة إسم هنا، ثم العب عل أعلى مستوى، وبعدها سيكون لكل حدث حديث. هناك لاعبين فضلوا اللعب لمنتخب قطر على غرار بوضياف وخوخي الذي تخرج من البطولة المحلية مثلك، هل تفكر في سلوك ذلك الدرب؟ في رأسي لا أنوي اللعب إلا للمنتخب الوطني، وهذه رغبة والدي رحمه الله ورغبتي، ولن أفكر إطلاقا في اللعب لأي منتخب آخر، خاصة وأنني ترعرعت في الجزائر، وكبرت فيها، ولا يخالج نفسي أي شعور تجاه أي بلد آخر. * يتواجد بعض اللاعبين في الدوري الإماراتي، هل تلتقي بهم؟ في الوقت الحالي ومع الحجر المفروض منذ التحاقي بالإمارات، لم تكن لي الفرصة للقاء اللاعبين الجزائريين النشطين هنا، عل غرار سيد أحمد عواج، مهدي عبيد ومزيان عبد الرحمان الذي غادر الجزائر، لكنني أنوي أن التقي بهم قريبا. * ومن الجالية الجزائرية، هل هناك لقاءات بينكم؟ أنا أعرف بعض العاملين هنا، لكن صديقي الوحيد هو عمر دربال من مدينة قسنطينة الذي ألتقيه عدة مرات حين يكون عندي الوقت. * يبدو أن الأمور المعيشة صعبة بعض الشيء هناك؟ في الإمارات تختلف الأمور كثيرا عن بلادنا، هنا كل شيء يمر بسرعة، ولا تجد الوقت الكافي للأصدقاء، حيث أقضي غالبية وقتي في التدرب، أو الاتصال بأهلي، وقليلا ما أجد الفرصة للخروج مع الأًصدقاء. كما أن المستوى المعيشي مرتفع جدا، وهو أمر صعب أن تتأقلم معه، لذلك وجدت صعوبات كبيرة في البداية وحتى الآن. * يبدو أنك اشتقت للجزائر كثيرا هذا صحيح، اشتقت لأهلي بما أنني أعيش لوحدي هنا، الوالدة الكريمة ، وأشقائي الثلاث وأختي، خاصة وأنني أصغرهم ، وهو ما جعل الأمر صعبا بعض الشيء علي، كما أشتاق للحي الذي كنت أعيش فيه، ولدي فيه ذكريات رائعة. * متى تنوي العودة للجزائر؟ في أقرب فرصة طبعا، لكن أولا أنوي أن الفصل في مستقبلي قبل الصيف، لكن إن حدث العكس فسأؤجل قدومي إلى ما بعد الإمضاء في نادي جديد، لأن مستقبلي الكروي هو الأهم، وما ضحيت به لحد الآن لا أريده أن يضيع سدى. * كلمة تختم بها هذا الحوار أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي، وأتمنى أن أنجح في مشواري، وأقول لكم انتظروني مع المنتخب بعد سنوات قليلة.