تطلق منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة ''يونسكو'' في 21 أفريل الجاري، من مقرها بباريس، المكتبة الرقمية الدولية على شبكة الانترنت حيث يشمل هذا الموقع الجديد مساهمات فريدة من أرشيفات العالم الثقافية من مخطوطات وأفلام وكتب نادرة. وتشمل محتويات المكتبة الرقمية التي يصفها البعض بأنها ''كاتدرائية ثقافية مساهمات حديثة نسبيا منها مخطوطات وخرائط وكتب نادرة وأفلام وتسجيلات صوتية ومواد مطبوعة وصور كالأفلام الأولى للإخوة ليميير الفرنسيين، لكنها تقدم أيضا للمتصفح نصوصا وأعمالا فنية قديمة. من الأمثلة على الكنوز التي ستبرزها المكتبة الرقمية مخطوطات علمية عربية من إسهام داري الكتب والمحفوظات المصرية وصور فوتوغرافية قديمة عن أمريكا اللاتينية من مكتبة البرازيل الوطنية و''توراة ابليس'' المصنف الشهير الذي يرقى إلى القرن الثالث عشر من المكتبة الوطنية السويدية ومصنفات عربية وفارسية وتركية في الخط الجميل من مجموعات مكتبة الكونغرس. وسيكون بمقدور الجمهور الاستفادة من جميع المواد المعروضة مجانا حيث ستعمل المكتبة الرقمية العالمية بسبع لغات هي العربية والإسبانية والانجليزية والفرنسية والبرتغالية والصينية والروسية، لكن محتوياتها ستشمل عشرات اللغات. ويهدف المشروع الذي تشترك فيه 32 هيئة ثقافية عالمية من بينها مجموعة ولكام البريطانية ومكتبة الكونغرس الأمريكية والمكتبة الوطنية والأرشيف العراقيين، بالإضافة لما يسعى إليه من تعزيز التفاهم الدولي، إلى ''توسيع حجم المضمون الثقافي وتنوعه عبر الأنترنت وتوفير المواد للمربين والعلماء وكافة القراء وتضييق الفجوة الرقمية بين بلدان العالم. أما المؤسسات التي أسهمت بتقديم المحتوى والخبرة في المكتبة الرقمية العالمية فتضم مكتبات وطنية ومؤسسات ثقافية وتعليمية، في غياب الجزائر، لكل من البرازيل ومصر والصين وفرنسا والعراق وإسرائيل واليابان ومالي والمكسيك والمغرب وهولندا وقطر واتحاد روسيا والمملكة العربية السعودية وصربيا وسلوفاكيا والسويد واوغندا والمملكة المتحدة وجنوب افريقيا والولايات المتحدة. للإشارة هناك توجهات متزايدة في كل أنحاء العالم لعرض المجموعات الفنية والثقافية عبر الإنترنت، مما يوفر للمسؤولين عن مشروع اليونسكو الجديد إمكانية الاستفادة من مواد تلك المجموعات المقدمة من أماكن كثيرة ومتنوعة عبر العالم.