.. المراة والكتابة بينهما علاقة خاصة .. اسرار يعرفانها جيدا .. ما إن يطل الالهام حتى تجري المرأة الى خزانتها .. إلى جسدها .. إلى مصيرها .. إلى رجالها .. إلى تفاصيلها وأشيائها الصغيرة والكبيرة تعدها للقاء وتهيئها للموعد .. كل الكلام في هذا الموضوع يلبس التاء المربوطة .. كل الكلمات تأتنث .. تتزين .. وتعلن ولاءها للمرأة وانتماءها الى هذا الكائن الذي يمضي حياته في إثبات أنه ليس بالضعف الذي يبدو عليه خلقة. وليس بالهشاشة التي تشي بها تكوينيته الفيزيولوجية..منها الكتابة والابداع الادبي .. ثمة من اسمى نفسه أدبا نسويا أو أدب المرأة أو الادب النسوي او الادب المنسوب إلى المرأة أي الذي تنتجه المرأة المهم أن يكون على علاقة بها، مهما كانت تسميتها والغريب ان هذا الادب لم يعلن قط هكذا انتماءه للرجل .. كانما يخشى شبهة علاقة مثلية معه .. ولكن الكتابة انثى ويسعدها قرب الذكر .. كما تمليه الطبيعة .. هذا الموضوع كثر فيه الكلام ليس من أجل الكلام أو الثرثرة بل لان المراة تكاثرت في حقل الكتابة الادبية الابداعية .. صار وجودها ملفتا .. حضورها بات مدويا صاخبا، ماعاد ينفع معه الصمت والتجاهل .. لكن الاعتراف ليس دوما في صفها .. لازال قيمة حضور المراة في الحقل الابداعي رغم الاقرار به لم يضمن التميز والمكانة التي يحظى بها الرجل فيه، بدليل كثافة الاسماء الرجالية البارزة التي تكتسح الساحة على مدى العصور، وفي محتلف المجالات الابداعية والعلمية .. وبروز اسم امراة في حقبة او مرحلة ليس إلا من باب الصدفة او الحظ في غالب الاحيان .. وعموما لازال أدب المراة العربية رغم ما حققته من إنجازات ابداعية موصوما بعدم قدرته على اللحاق بانجازات الرجل في ذات الميدان، بدليل خلو سجل تاريخ الادب من اسماء وصلت الى نفس المكانة التي وصل إليها الرجل .. هذا التصور الظالم الغافل أصلا، والهزال الذي تتصف به الاسهامات النسائية في التراث الادبي عن واقع اللمراة ككائن مطالب بمجابهة أوضاع مزدوجة التعقيد والتعب مقارنة مع االرجل .. فهي المأمورة من قبل الطبيعة بأن تتولى تعمير الحياة وهذه ذروة القوة والابداع والتجديد والاستمرار ووحدها الخاضعة بفعل دورها البيولوجي بالذات، والى المجتمع الذي قدم للمرأة نفس الفرص التي قدمها للرجل من تعليم وتوظيف وغيره وهو بذلك لم يفعل اكثر من تحميلها ما هو فوق طاقة البشر.. من حيث المبدا صحيح ان كل الابواب فتحت لها لان تحظى بما يحظى به الرجل وتستفيد من نفس الفرص المتاحة له، إلا أن ساعة التقييم او التأسيس لاي نجاحات تستخدم المعايير التي تنحاز بوعي او لاوعي للرجل .. والكاتبة الجزائرية كغيرها من النساء تكافح لاثبات قدراتها واهليتها لان تتولى مكانة معترف بها في الحقل الابداعي .. وعلى قلة الاسماء النسوية التي تؤثث المشهد الادبي في الجزائري في الاونة الاخيرة أي بعد ظاهرة أحلام مستغانمي التي اكتسحت الساحة الادبية على قلة عددهن لا يمكن التغاضي عن تأسيسهن لنبض خاص قي الساحة لابداعية وتعويلهن على كتابة مختلفة وروح اخرى ينفثنها في نصوصهن المحتضنة لما بعد جرح الوطن وجرح الانثى .. نصوص لا تبحث كثيرا عن التصنيف بقدر ما تحب ان تقول ذاتها وتخوض مغامرة الكتابة بكل تجلياتها واسقاطاتها ..