الدول العربية تضع خطة عمل عربية للمسنين إلى غاية 2012 تشير الاتجاهات الديمغرافية إلى تزايد يشهده الهرم السكاني للبلدان المتقدمة في معدلات الشيخوخة يفوق بكثير تزايد معدلات نمو السكان في العالم، أما في الدول النامية وبالرغم من أن المجتمعات لا زالت فتية إلا أنها تسجل تزايدا في معدلات الشيخوخة وخاصة في الدول العربية، ونتيجة لتباين التطور الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية لجأت جميعها إلى وضع خطة عمل عربية تمتد إلى غاية سنة 2012 ترتكز على المقومات الجوهرية لقضايا المسنين آخذة بعين الاعتبار الحالات الخاصة. تضم خطة العمل العربية للمسنين ثلاثة أجزاء، يعرض الجزء الأول أوضاع المسنين في شتى المجالات استنادا إلى بعض المؤشرات التي تقيم ما نفذ من خطة عمل فيينا الدولية 1982 وخطة العمل الإقليمية ,1993 ويحلل الصعوبات التي واجهتها الدول العربية في هذا الصدد. ويحدد الجزء الثاني أولويات تحسين أوضاع المسنين في المنطقة في العقود القادمة، ويطرح الإجراءات والمبادرات التي على الحكومة العربية اتخاذها لهذه الغاية. ويركز الجزء الثالث على آليات التنفيذ والمتابعة والالتزامات لتلك الإجراءات المطروحة على الصعيد الوطني والإقليمي. ويتوقع أن يرتفع مؤشر الشيخوخة في المنطقة العربية بشكل كبير بحلول العام 2050 ، ولاسيما في البلدان التي بلغ التحول الديمغرافي فيها مرحلة متقدمة، ومنها بالترتيب حسب الحجم لبنان2ر145 ، والإمارات العربية المتحدة 7ر,143 والبحرين 2ر,137 والكويت 4ر,130 وتونس 6ر.125 دفعت خطة العمل العربية المسنين حتى العام 2012 ، البلدان الأعضاء إلى رسم خطوط توجيهية للسياسات بهدف صياغة خطط عمل وطنية وبدء العمل بها. وقد أنجزت هذه العملية أربعة بلدان هي الأردن والبحرين والجمهورية العربية السورية وقطر. وتقوم بلدان أخرى بتنفيذ الخطط أو البرامج التي تستند إلى البنود الموجودة في السياسات الوطنية العامة. وتعالج خطة عمل الشيخوخة في الجمهورية العربية السورية القضايا المتصلة بالصحة بشكل رئيسي، وهي تخضع لتغييرات سنوية حسب الاحتياجات والأولويات. الأسرة العربية محافظة على ثقافة الرعاية ولأسباب سائدة تتعلق بالخصوصية الثقافية، ما زال دور الأسرة في رعاية المسنين يوفر دعما اجتماعيا في بلدان المنطقة. ويقوم أصحاب الشأن بتشجيع هذا الاتجاه وتعزيزه، بحيث يجري الاعتراف بالأسرة كالجهة الفاعلة الرئيسية داخل النظام التقليدي للدعم الاجتماعي. ويعيش معظم السكان المسنين في البلدان العربية داخل أسرهم، ويتمتعون بالرعاية والخدمات التي يوفرها لهم أفراد أسرهم. غير أن وحدة الأسرة النواة تسيطر شيئا فشيئا على دور الأسرة الموسعة وتهدد بإضعاف وتقليص نظام الدعم هذا، ما دفع بعدد من البلدان منها البحرين وعمان والمملكة العربية السعودية إلى إنشاء وحدات متنقلة للوصول إلى المسنين داخل أسرهم بغية منحهم الخدمات الصحية وخدمات أخرى. وعندما يستخدم العاملون الاجتماعيون تلك الوحدات المتنقلة، يصبحون على اتصال مباشر بالمسنين في بيوتهم أو في المركز المجتمعي. غالبية المسنات عرضة للتهميش بفعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، تعاني المسنات في المنطقة العربية من مشاكل إضافية مقارنة بالرجال المسنين، وهي الافتقار إلى فرص الحصول على العمل المأجور، والافتقار إلى فرص الحصول المتكافئ على الخدمات الصحية والاجتماعية الكافية، والحاجة إلى الإعالة الاجتماعية والمالية. ونظرا إلى أن النساء يعشن فترة أطول من الرجال، تفوق نسبة النساء من المسنين الأرامل نسبة الرجال، وتتفاقم هذه الحالة في البلدان والأقاليم التي تعاني من الحروب، ولاسيما العراق وفلسطين ولبنان، وفي العام 1996 ، شكلت النساء أكثر من 84 في المائة من الأشخاص الأرامل في لبنان والذين تبلغ أعمارهم 60 عاما وأكثر، بينما شكل الرجال 16 في المائة منهم، ويتوقع أن يؤدي هذا الأمر إلى رفع نسبة الإعالة بين المسنات ورفع نسبة الأسر المعيشية التي تترأسها مسنات فقيرات وأرامل.