اختلطت الأوراق على بابا الفاتيكان خلال زيارته للشرق الأوسط ، فبدل أن يتقدم باعتذاراته للمسلمين بسبب تطاوله على الرسول عليه الصلاة والسلام، عندما اتهمه بنشر الديانة الإسلامية بحد السيف، فاجأت دعوة البابا بنديكتوس السادس عشر للمصالحة بين المسيحيين واليهود من أرض الأردن كثيرا من المراقبين، وأثارت موجة جدل حادة في أوساط المسلمين.. فقد أكد بابا الفاتيكان خلال زيارته للأراضي الفلسطينية التي تحتلها ''إسرائيل'' بأنه سيتصدى لمعاداة السامية في كل أنحاء العالم، وتجاهل المحارق التي ارتكبها الإسرائيليون ''الصهاينة'' بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جانفي الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين، وجرح ما يزيد عن 5 آلاف آخرين، استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا، وتم فيها استهداف المساجد والمدارس والمستشفيات... وقال بنديكت السادس عشر ''أنتهز فرصة تبجيل ذكرى ستة ملايين يهودي ضحايا المحرقة، وأن أصلي كي لا تشهد الإنسانية مجددا أبدا جريمة بهذا الحجم''.. وبوقوفه على جبل بنو، في المملكة الأردنية الهاشمية قال البابا ''التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي''... وجاءت هذه التصريحات لتؤكد تجاهل البابا لمشاعر المسلمين والعرب، رغم أنه رأى أمامه أراضي فلسطين المغتصبة، وشم بأنفه رائحة الفوسفور الأبيض الذي حرق أجساد الأطفال بغزة، ورأى بأم عينيه ستين سنة من الإجرام والإرهاب الصهيوني... تحدث البابا عن عمق العلاقات اليهودية المسيحية، متناسيا الإجرام الصهيوني وسلب بلاد كاملة لا حق للصهاينة فيها، فلو قال رئيس دولة هذا لفهمناه، أما أن يقوله البابا وهو ينظر باتجاه المدينة المقدسة المغتصبة، فإنه يدل على أن هذا الرجل لا يمثل دينا ولا عقيدة، بل يمثل سيطرة الصهاينة على الفاتيكان... جاء البابا إلى الأردن ورأى كرم الضيافة لدى المسلمين، فكان رده على هذا الاستقبال الإشادة بالصهيونية، ودخوله المسجد بالحذاء، وتهربه من الاعتذار للمسلمين عن إساءة متعمدة أطلقها في عام ,2006 حين تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت ذاته بارك البابا الحكومة الصهيونية التي بنت دولتها من عظام وأشلاء العزل والأبرياء في فلسطين... لم يكن البابا في هذه الزيارة مثلاً ''للتسامح والغفران''، بقدر ما أكدت تصرفاته وتصريحاته على تطاول آخر على المسلمين، ولكن هذه المرة من بلاد المسلمين أنفسهم...فعن أي عدالة يتكلمون؟