دعا وزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو إلى صبغ كل شيء في العالم باللون الأبيض، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعاني منها الكرة الأرضية. وقال تشو عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل الذي عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزيرًا للطاقة، إن تغيير لون الأسطح وأرصفة الشوارع والطرقات لتعكس المزيد من ضوء الشمس والحرارة، اقتراح قد يكون له الحظ الكبير في احتواء ظاهرة الانحباس الحراري. ووفقًا لما نقلته التايمز فإن هذا الاقتراح يحتاج إلى ملايين الدلاء من طلاء الجدران للحد من تفاقم هذه الظاهرة، وهو اقتراح جدير - على غرابته - بالدراسة والتجريب لما ينطوي عليه من بساطة، كما أنه لا يتطلب تكنولوجيا عالية، وتوقع البروفيسور تشو الذي كان يتحدث في مستهل ندوة للحائزين على جوائز نوبل انطلقت أمس بسانت جيمس بالاس في لندن، أن يكون لهذا الاقتراح تأثيرا هائلا، وقال مبيّنًا ذلك: إن جعل لون الإسمنت المستخدم في الأسطح والأسقف المكسوة بالبلاط فاتحًا قد يقلل من انبعاثات الكربون، كما لو أُخليت شوارع العالم من كل السيارات لمدة 11 عامًا. وأضاف أنه ينبغي أن يُشترط في لوائح البناء أن تُصبغ جميع الأسقف المسطحة بألوان هادئة تمتص حرارة أقل من الأسطح الداكنة. كما يمكن جعل الشوارع تبدو بلون الخرسانة حتى لا تبهر عيون سائقي المركبات مع انعكاس أشعة الشمس عليها. وتعكس الأسطح الباهتة أو فاتحة الألوان 80٪ من أشعة الشمس التي تسقط عليها، مقارنة بحوالي 20٪ تعكسها الأسطح الداكنة، وهو ما يفسر السبب في طلاء الأسقف والجدران باللون الأبيض في البلدان الحارة. ويساعد طلاء الأسطح بألوان باهتة في احتواء ظاهرة التغير المناخي وذلك لأنها تعكس أشعة الشمس إلى الفضاء وتقلل من الطاقة التي نحتاجها في تبريد الجو باستخدام مكيفات الهواء. وكانت دراسة أجراها المركز العلمي والفني الفرنسي في العام 2007 قد أثبتت أن زراعة أسطح المباني, تحقق العديد من الفوائد، أهمها خفض درجة الحرارة خلال فصل الصيف، بمقدار يتراوح بين درجة واحدة وأربع درجات، ما يقلل من معدلات استخدام أجهزة التكييف، والتي بدورها ترفع من درجات الحرارة خارج المنازل المكيفة. وأشارت الدراسة إلى أن 90٪ من أسطح المنازل الحديثة في باريس أصبحت الآن تتجمل وتتكلل باللون الأخضر، بديلاً عن الأسطح الخرسانية الكئيبة التي تشوه البيئة من ناحية وترفع من درجات الحرارة من ناحية أخرى، خاصةً بعد تراجع أعداد القصور والفيلات ذات الحدائق الواسعة، التي حل محلها المباني الخرسانية المتجاورة.