تعهدت السلطات المالية نهاية الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة على خلفية إعدام الرهينة البريطاني في صحراء مالي الأربعاء الماضي. وقال مسؤول في وزارة الداخلية المالية إنه من اليوم ''لا رحمة سنقوم بشن الحرب على الجماعات الإرهابية التي ستكون حربا طويلة''، مشيرا ''لقد سئمنا، ويجب علينا جميعا أن نكافح الجماعات الخارجة على القانون والقتلة''. وقال المسؤول الذي عبر الحدود والدوريات بالتعاون مع رجال الأمن من الدول المجاورة، وخصوصا على طول الحدود الجزائرية، وأنه سيتم تشديد الإجراءات على طول المنطقة''. وأضاف نفس المسؤول بالقول ''نريد شن حرب بلا هوادة'' على الإرهابيين. وذكر المسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية ''أن الحرب بلا هوادة التي نريد شنها على المجموعات الإرهابية ستكون حربا طويلة، خاصة وأننا ضقنا ذرعا منها، وعلى الجميع أن يسهم في محاربة هؤلاء الرجال الذين يقتلون ولا إيمان لديهم ولا قانون''. وأضاف المصدر نفسه ''سنعزز الأمن في شمال مالي''، و ''يجب التفكير في تكثيف الدوريات المشتركة على طول حدود مالي خصوصا مع الجزائر''. وحول سؤال متعلق بمعرفة ما إذا كانت مالي ''تأسف'' لتفضيلها في وقت ما التفاوض مع الإسلاميين عبر وسطاء، رد هذا المسؤول قائلا ''شعرنا قليلا بأننا وقعنا في شرك''، وأضاف ''عندما خطف الرهائن في بلدان أخرى اقتيدوا إلى الصحراء المشتركة بين دول عدة بما فيها مالي، والبلدان التي ينحدر منها الرهائن هي التي طلبت منا عدم استخدام القوة بل التفاوض''. واستطرد قائلا ''بات هناك خيار ينبغي القيام به، وهو أمر واضح بالنسبة لنا''. وأضاف ''نجري محادثات متقدمة مع دول مثل فرنسا والجزائر والولايات المتحدة وكندا لتنسيق التحركات'' في إطار مكافحة ''الإرهابيين''. وأكد مسؤول وزارة الداخلية أنه تمت دعوة وجهاء وزعماء قبائل في شمال مالي ليطلبوا من ''الإرهابيين'' الذين يمرون في شمال البلاد مغادرة الأراضي وعدم العودة إليها. من جهته قال رئيس الاتحاد الإفريقي جان بينغ أمس في أول رد فعل للاتحاد حسب ما ذكر بيان للاتحاد الإفريقي إنه ''تلقى صدمة عميقة، وفزعنا من إعدام الرهينة البريطاني من قبل خلية لما يسمى بالقاعدة في مالي''، حيث أدان العنف المستعمل من قبل الخلايا الإرهابية، و''أية أعمال إرهابية في أجزاء أخرى من العالم، ''وتعهد الاتحاد من جديد بالعمل مع المجتمع الدولي لمحاربة هذا التهديد، مغتنما هذه الفرصة لمناشدة تلك الجماعات التي لا تزال تحتجز رهينة سويسري في مالي على عدم المساس به بأي سوء وإطلاق سراحه فورا''. وقدم بينغ تعازيه لعائلة داير، وأثنى على الجهود التي يبذلها شعب وحكومة مالي في محاولة تأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك.