أصبح ظهورها في الاعمال الفنية التلفزيونية يعد على الاصابع بعد ارتدائها الحجاب ومع هذا فهي ترفض قبول أي قيد او شرط يحدده المخرج فيما يتعلق بخلعها اللباس الشرعي لمجرد تصوير أي عمل . هي الممثلة فتيحة سلطان التي جاءتنا من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة لتحدثنا في هذا الحوار عن حجابها وعن مشاريعها الفنية المستقبلية. ماذا تختزن أجندة فتيحة الثقافية لسنة 2009؟ - أنا بصدد التحضير لعدة أعمال مسرحية مع هيئات مسرحية خواص لولاية عنابة، وحاليا انا على وشك الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على العرض المسرحي الذي سيخرجه مهدي عبد الحق وسيكون جاهزا خلال الأيام القليلة القادمة، إضافة إلى مشاركتي في سلسلة تلفزيونية تعالج مواضيع مثيرة ومسلية، تتكيف مع مواضيع الساعة وتتلاءم وأفراح المواطن الجزائري، تشبه إلى حد كبير سلسلة أعصاب وأوتار التي كانت تبثها التلفزة الوطنية فيما مضى وهي من إخراج الشاب مهدي عبد الحق. على ذكر أعصاب وأوتار هل ستشارك فتيحة سلطان في الجزء الثاني من هذه السلسلة؟ - ممكن جدا .. لاحظنا ان ظهورك في الاعمال الفنية اصبح قليلا جدا سيما بعد ارتدائك الحجاب.هل لهذا اللباس الشرعي علاقة بذلك؟ - أبدا فأنا قبل ان ارتدي الحجاب و وبعده مازلت على نفس الحال، ارتدائي للحجاب اكسبني رضا الله وزادني ثقة بنفسي أكثر، وحتى في الوسط العملي الكل يتعامل معي باحترام و لم أتعرض ولو مرة لإزعاج . وهل تقبلين خلع الحجاب لمجرد تصوير عمل فني ما، إذا طلب منك ذلك؟ - من حق أي مخرج ألا يوظفني لكن ليس من حقه ولا أسمح لأي كان أن يفرض علي شروطه ليوظفني وإن حصل لن أقوم بهذا العمل اللاأخلاقي و اللاشرعي، و لو منحوني مال قارون واعتلوني عرش بلقيس لن أتخلى عن لباسي الشرعي ، أفضل أن لا أقوم بأي عمل فني على أن أترك أو أنحاز عن ديني، لا أحد منا يستطيع أن يتحكم في رزق الآخر ، فالرزاق هو الله سبحانه وتعالى، لذلك فأنا أرفض أي جدال في أمر الحجاب إضافة إلى ذلك فهو يدخل ضمن الحريات الشخصية وأيضا فنحن أمة مسلمة وهذا لباسي الطبيعي واعتقد أنني ارتديت الحجاب في سن متأخرة جدا كان علي ارتدائه و أنا طفلة ، فسأبقى احافظ على حجابي تماما كما يفعل الجندي في المعركة الذي يحارب ويكافح من أجل هدف أسمى ويناضل لأجل تحقيقه . فماذا تقول فتيحة عن المطربات والممثلات الجزائريات اللواتي ارتدين الحجاب لفترة ثم خلعنه لمواصلة مشوارهن الفني؟ - ما أو د قوله هو قول ليس بجديد على مسامعكم أن الأرزاق بيد الله وكلنا نعيش تحت رحمة الواحد القهار ، بالله عليكم ما عسى أن يفعله العبد لنظيره ، ما يجب أن نضعه في الحسبان أن أرزاقنا مقدرة في السماء ، فالإنسان لا يستطيع قطعها ما لم يقطعها العلي القدير ، واقول لهن '' و ما الحياة الدنيا إلا متاع و غرور '' و نصيحتي لهن أن لا يقنطن من روح الله ، فرحمة الكريم على عباده صعب وصفها ، فلا خوف على من ملأ قلبه إيمانا وحبا لله. هل اسند لك دور و رفضته بسبب حجابك؟ - على الإطلاق فأعمالي كلها ملتزمة و الحمد لله حتى و أنا لم أرتدي لباسا شرعيا لم أقم بأي دور وندمت عليه طيلة مسيرتي الفنية التي دخلت عامها الثلاثين. كل الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي قمت بها كلها تعالج قضايا اجتماعية أو تاريخية ، هناك دوران ندمت على أدائهما و هما لا يمتان بصلة للحجاب الأول الدور الذي جسدت فيه دور '' السراقة '' الذي لعبته في إحدى حلقات سلسلة'' الحاج لخضر'' الذي جسدت فيه دور السارقة على بنات الحاج لخضر و كذا دوري في ذات السلسلة والمتعلقة بالجارة التي صورت حنان ابنة الحاج لخضر بالهاتف النقال وهي ترقص في حفلة عرس وقمت بتوزيعه عبر الهواتف النقالة عن طريق '' البلوتوث '' وتسببت في طلاقها من زوجها. هاته الادوار لا تعكس شخصيتي الحقيقية إلا أنني أحسست فيها بنوع من الندم لأن جمهوري اعتاد على مشاهدتي في أدوار جميلة ، خاصة أن في بعض الأحيان تلتصق الأدوار بشخصية الممثل ويعتقد الكثير من المشاهدين أن الممثل الذي يؤدي ادوار شريرة أنه هو كذلك في حياته العادية وهذا بطبيعة الحال غير صحيح على الإطلاق، فتجسيد أدوار شريرة لا يعني أن الممثل شرير بالضرورة، صراحة خشيت أن تحاك ضدي أشياء أنا في غنى عنها. ما هو الدور الذي تحلمين بتجسيده دراميا ؟ - أتمنى أن يسند لي دور محامية التي تدافع عن قضية انسانية ، أو طبيبة تعمل على إيجاد دواء فعال لأي مرض مستعصي أو دور أم التي أنجبت وعلمت وتعبت في تربية أولادها وحين صار لهؤلاء الأولاد الأطفال أجنحة طاروا بها إلى غير رجعة، وأحيانا أخرى يرمون بأوليائهم في دور العجزة ضاربين بطاعتهم عرض الحائط وهما من قال الله في شأنهما '' ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما '' لقد جفت القلوب و انتزعت منها الرحمة، أغتنم هذه الفرصة لأوجه دعوة للمخرجين الجزائريين ان ينتجوا أعمالا فنية في هذا الخصوص لاننا بحاجة ماسة إليها. بماذا ترد فتيحة على الجيل الصاعد من الممثلين الذين يصرحون في كل مرة أن جيلكم يرفض محاكاتهم؟ - هذا غير صحيح شخصيا لدي احتكاك كبير مع جيل الشباب من الممثلين الذين يطلبون مساعدتي ونصيحتي، و قد قصدتني إحدى الممثلات و قالت لي احلم أن أكون يوما ممثلة مثلك ، و أنا اراهن على الجيل الجديد من الممثلين الذين سيحملون مشعل السينما الجزائرية لأن مستقبل هذه الأخيرة بين أيديهم . أنت تستعدين لإطلاق فضاء فني جديد هلا حدثتنا عنه؟ - بالفعل أنا احضر رفقة خمسة أعضاء منهم الممثل عبد الحق بن معروف وابنتي وفاطمة التي تعمل كأرشيفية في إنشاء تعاونية فنية وحاليا أحضر ضمن هذا الفضاء الثقافي الجديد مسرحية بعنوان '' halt au frontière '' أو '' قف عند الحدود '' للمخرج عبد الحق مهدي وتتناول أحداث قصة جرت خلال العشرية السوداء ويتعلق الأمر بصحفية تريد مغادرة أرض الوطن باتجاه فرنسا بغية الذهاب إلى أولاد أختها المتوفاة لكن تصادفها عراقيل على الحدود و من هنا تبدأ معاناة تلك الإعلامية.