لجات الشركات الوطنية المتخصصة في تسيير وتطهير المياه عبر الوطن إلى الاستعانة بالشركات الأجنبية الرائدة في مجال الموارد المائية بغرض تطوير قدراتها، لاسيما فيما يتعلق بمشكل التسربات التي تتسبب سنويا في إهدار 40 بالمائة من المياه الصالحة للشرب، بسبب رداءة شبكات التوزيع وقلة عمليات إعادة التأهيل المخصصة للحفاظ على الموارد الحالية. وهران تسجل 11 ألف حالة تسرب كشفت سناء سميرة مسؤولة قسم الاتصال والعلاقات المؤسساتية على مستوى شركة المياه والتطهير لولاية وهران ''سيور'' في تصريح خصت به ''الحوار'' على هامش فعاليات المعرض تسجيل 11 ألف حالة تسرب، من أصل 30 مليون متر مكعب المخصصة لتغطية احتياجات السكان من المياه، أي ما يعادل حوالي 35 بالمائة من المياه الموزعة، مرجعة ذلك إلى اهتراء شبكة المياه الصالحة للشرب والتي تعود إلى العهد الاستعماري. وأكدت المتحدثة أن هذا المشكل تم أخذه بعين الاعتبار من خلال مشروع لإعادة تأهيل شبكة التوزيع بغرض القضاء النهائي على التسربات، حيث شرعت شركة ''سيور'' في إطلاق مناقصة دولية لإعادة تأهيل جزء من الشبكة على مسافة قدرها 300 كلم إلى غاية .2013 وأضافت المتحدثة أن الشركة التي تشرف على تسييرها مؤسسة المياه الإسبانية ''أغبار'' تجري سنويا حوالي 59 ألف فحص لتحسين نوعية المياه من خلال مراقبة معدلات الكلور، و280 تحليل للبكتيريا للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة. 2300 تسرب في العاصمة من جهته، أكد جون مارك جان لدى عرضه لحصيلة شركة ''سيال'' تسجيل 2300 حالة تسرب بالعاصمة، فيما تم إعادة تهيئة 90 كلم من شبكة التوزيع لتجنب مشكل التسربات، مع توقع إصلاح وتحديث 60 كلم من الشبكة خلال الأيام المقبلة. وأشار المدير العام ل ''سيال'' أن الشركة تمكنت من معالجة 3 آلاف حالة تسرب بفضل تجنيد الإمكانيات الضرورية للعملية، والاتجاه نحو رفع مستوى التزويد الإجمالي من المياه بمعدل 24 على 24 ساعة يوميا، موضحا أن الشركة استقبلت حوالي 12 ألف مكالمة هاتفية شهريا عبر الرقم الأخضر المخصص لفائدة الزبائن لمعالجة مثل هذه الحالات. وأضاف المدير العام ل ''سيال'' أن الشركة شرعت في العمل على تجديد شبكات التوزيع التي لم تجر عليها أية عمليات تجديد وصيانة، لكن المهمة تتطلب وقتا طويلا، بالنظر إلى صعوبة أشغال إعادة التأهيل خصوصا في المناطق الحضرية الكثيفة. ''أكوا تاك'' الكندية تعرض خبرات التحكم عن بعد عرض مكتب الدراسات الكندي ''أكوا تاك'' أخر الخبرات المتعلقة بالتحكم في التسربات وتسيير محطات الضخ عن بعد، عبر برامج تقنية تشمل أحدث التكنولوجيات المستخدمة عالميا في هذا المجال. وكشفت شاشوة ليندة منسقة مشاريع ''أكوا تاك'' بالجزائر في حديث مع ''الحوار'' على هامش فعاليات المعرض أن المكتب يدرس حاليا مشروع إعادة تهيئة محطات الضخ عبر كامل مناطق القطر الوطني لصالح الشركة الجزائرية للمياه، حيث ينقسم المشروع على عدة مناطق من الوطن في كل من العاصمة، قسنطينة، تيزي وزو، عنابة وباتنة، وتشمل كل ولاية عددا من المناطق المجاورة التابعة لها، على غرار عمليات إعادة تأهيل محطات الضخ التي تتم في ولاية قسنطينة التي تحوي كلا من منطقتي جيجل وميلة. وأضافت المتحدثة أن مكتب الدرسات الكندي يعمل حاليا على إعداد الدراسات الأولوية للحد من ظاهرة صعود المياه بمنطقة وادي مزاب على مستوى ولاية غرداية، على أن يشرف مجمع ''أمنهيد'' على انجاز الأشغال المتعلقة بالمشروع.