دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول الانثروبولوجيا الذي احتضنته الجزائر مؤخرا إلى تحول الملتقى إلى مؤتمر إفريقي للمختصين في علم الانتروبولوجيا. وأعرب المشاركون عن املهم في أن تحتضن الجزائر اجتماعا لمجموعة من الخبراء الأفارقة الذين سيتولون مهمة اعداد نصوص تحكم الهياكل وتحدد الوسائل الضرورية لتجسيد المشروع. وأضافوا أن مجموعة الخبراء الذين ''قد يجتمعون بالجزائر العاصمة في جانفي ''2010 ستكلف بمهمة اقتراح محاور عمل ملموسة على غرار انجاز قاموس خاص بالانتروبولوجيا الافريقية، والإصدار المشترك لمؤلفات علمية في مجال العلوم الإنسانية و الاجتماعية وإعطاء منح بحث لما بعد الدكتوراه ، وفتح من قبل مختلف الأقطاب الجامعية والعلمية الإفريقية لمدارس مؤسساتية لتحضير الدكتوراه واصفين الملتقى بمثابة 'نقطة انطلاق لتعاون علمي إفريقي''. ومن أهم المواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذا اللقاء الدولي الذي ضم حوالي 62 مختصا في علم الأنتروبولوجيا قدموا من 24 بلدا إفريقيا الثقافة الافريقية غير المادية والهوية والتنمية والمنهجية ومبحث العلوم، حيث تطرق الدكتور عبد الحميد بورايو خلال محاضرته إلى إحدى الشخصيات الجزائرية الهامة التي دخلت معترك التاريخ وتركت بصمتها ، يتعلق الأمر بالمفكر الجزائري محمد بن شنب، الذي قال بشأنه أنه يمثل شخصية ثقافية وعلمية بارزة في تاريخ البحث في التقاليد الشعبية الجزائرية والمغاربية خلال الحقبة الأولى من القرن العشرين حيث عرف بممارسته لبعض الحرف التقليدية الشعبية المادية كصناعة''الشاشية '' الى جانب كتاباته الشعرية المتميزة في الشعر الشعبي والأمثال . توقف المحاضر من خلال مداخلته التي تمحورت حول '' الجهود الرائدة لمحمد بن شنب في دراسة التقاليد الشعبية الجزائرية '' عند أعمال المفكر البحثية في مضمار الثقافة الشعبية الجزائرية والمغاربية ، من خلال إبراز دوره في تأسيس منهج دراسة اللهجة العربية الدارجة الجزائرية مع التركيز على مصنفه المتعلق بالأمثال المغاربية ، وهو مصنف يحتوي على 3127 مادة مثلية تم تسجيلها بلغتها الأصلية ، وبتنوعاتها التعبيرية المتوفرة، و يمثل هذا المصنف حسب ما جاء في هذه المحاضرة ثروة لغوية هامة، يعتمد عليها الدارسون في التعرف على اللغة العربية الدارجة المستعملة في حواضر البلدان المغاربية. ويعد هذا الملتقى بمثابة تكريم لمختصين ''بارزين'' في علم الأنتروبولوجيا على غرار جومو كينياتا وأماتو هامباتي با ومولود معمري و شيخ أنتا ديوب.