سيشرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بولاية وهران قريبا في إعادة تهيئة المغارات المصنفة التي تزخر بها مدينة وهران حسب ما علم من مسؤول المعالم الأثرية لوهران. وسيستهل الديوان هذه العملية الأولى من نوعها مع نهاية الأسبوع الجاري بتهيئة كهف ''كوارتل'' (الثكنة) باللغة الاسبانية بالحي الشعبي ''الأمير خالد'' بالقرب من المكان المسمى ''كوشة الجير''، ويعتبر هذا الكهف معلما أثريا مصنفا منذ سنة .1954 وتشير المعطيات التاريخية إلى أن هذا الكهف الذي يوجد في وضع ''كارثي'' حيث تحول إلى مزبلة فوضوية وخم للدجاج ومرتعا للمتشردين وملاذا للمشعوذين الذين يبحثون عن الكنوز الوهمية يعود بناؤه إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وتتميز هذه المغارة الواقعة بالقرب من ''مقلع الكلس'' المتوقف عن النشاط حاليا وبجوار ضريح ''لالا خديجة'' وبعض البناءات الفوضوية المتناثرة بأربعة مداخل متجهة نحوالجنوب يصل عمقها إلى 6ر13 مترا ولا يتجاوز ارتفاعها أربعة أمتار. وسيشارك في عملية تهيئة هذا المعلم الأثري الذي كان مزارا للعديد من السياح الجمعيات التي تنشط بحي ''سيدي الهواري'' والقطاع الحضري ''الأمير خالد'' و''مؤسسة وهران نظافة'' والكشافة وكذا الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف. وسيجند حوالي 300 شخص لتنظيف هذه المغارة التي تعاني الإهمال وذلك من أجل إعادة تهيئة هذا النوع من المعالم الأثرية التي تزخر بها وهران التي كان اسمها القديم ''ايفري'' ويعنى المغارة، وتحصي ولاية وهران أكثر من 75 مغارة توجد جلها ببلدات ''مسرغين'' و''العنصر'' و''بوسفر'' و''عين الترك'' و''قديل'' و''أرزيو'' و''طافراوي'' و''بوتليليس'' و''وادي تليلات''، وتختلف كل مغارة عن الأخرى حسب الطبيعة الجيولوجية للمنطقة التي تقع بها والقاسم المشترك بينها أنها تقع بالقرب من منابع المياه أوالمقالع. وتحتفظ قاعة ما قبل التاريخ بالمتحف الوطني ''أحمد زبانة'' بوهران بمعروضات أثرية هامة اكتشفت داخل خمس مغارات وهي ''عين القطارة'' الواقعة بغابة ''المسيلة'' ببلدية بوتليليس و''الظهر'' و''كوارتل'' و''الهواء الطلق'' و''نوازو'' و''سكان الكهوف'' و''بوليغون'' بجبل مرجاجو. وأكد أحد مسؤولي القاعة أن هذه المعروضات يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث لحوض البحر الأبيض المتوسط وتدل على أن ''الإنسان الذي استعمل هذه المحتويات كأدوات لتلبية حاجياته اليومية كان إنسان مبدعا''.