"ملوك كوكو'' كتاب يدخل ضمن سلسلة الكتب التاريخية التي ألفها الأستاذ محمد بن مدورو والذي سيصدر له قريبا عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بوداود. عرض بن مدور، من خلال مؤلفه الجديد، أهم مراحل الحقبة التاريخية التي تأسست فيها هذه المملكة التي حكمت بلاد القبائل خلال القرن الخامس عشر الميلادي، مبرزا القيمة التاريخية التي تكتسيها هذه المملكة ودورها الفعال في المجتمع الأمازيغي في تلك الفترة. ونظرا لأهمية الكتاب تسعى المخرجة المسرحية فوزية آيت الحاج مديرة دار الثقافة لولاية تيزي وزو، حاليا، إلى ترجمته على ركح المسرح الجهوي لذات الولاية في عرض مسرحي شيق تجسد من خلاله واقع هذه المملكة التي فرضت سيطرتها على منطقة القبائل. الباحث الإيكولوجي محمد بن مدور، الذي يشغل حاليا منصب مدير دائرة التراث بقصر عزيزة العتيق، مولوع بالتراث الجزائري الأصيل حيث كرس جل وقته للبحث والتنقيب ويعكف على عملية تصحيح المعلومات التاريخية الواردة في بعض الكتب وتخليصها من الشوائب التي ألحقت بها من قبل المؤرخين الأجانب خاصة الفرنسيين الذين يسعون إلى تشويه التاريخ الوطني، وفي هذا الصدد أوضح محمد في تصريحه ل''الحوار'' أن كتابة التاريخ الجزائري في شكله الصحيح ضرورة لابد منها، داعيا إلى التأكد من المعلومة قبل كتابتها لأن كتابة التاريخ، حسبه، تعتمد الدقة وتحري المعلومات الصحيحة، وكذا الموضوعية في طرح الأحداث التاريخية، لأن عملية التأريخ في عمومها، يقول بن مدور، تحتاج إلى الصبر والمثابرة والتوغل في دهاليز التاريخ لكشف أغواره والاطلاع على حيثياته. وبخصوص المصادر التي اعتمدها بن مدور في عملية رصد المعلومات قال محدثنا ''فضلا عن الدراسات التاريخية التي أجريتها، فقد قمت بعدة رحلات قادتني إلى مختلف دول العالم منها فرنسا، تركيا، ليبيا، المغرب، وكذا المشرق العربي، وهي البلدان التي كانت لها علاقة بالمجتمع الجزائري والتي تركت بصمتها في سجل تاريخها، سعيا مني للبحث عن مصدر المعلومة الصحيحة حتى لا نقع في المغالطات التاريخية''.