استدعى أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي منسقيه الولائيين إلى لقاء وطني سيتم عقده نهاية الأسبوع القادم على أقصى تقدير بالمقر الوطني ببن عكنون. وجاء هذا الاستدعاء الذي يعد الثاني في ظرف أقل من ثلاثة أشهر في إطار استكمال عملية التحضير للانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة المنتظر إجراؤها نهاية السنة الجارية. وينتظر حسب مصدر قيادي في الأرندي أن يتم خلال هذا اللقاء إعطاء التوجيهات النهائية من طرف أويحيى للمنسقين الولائيين، من أجل الدخول بقوة خلال انتخابات مجلس الأمة، وضبط عقارب الحزب على هذا الموعد الهام للظفر بأكبر عدد ممكن من المقاعد، بما أنه أصبح بمثابة رهان يرفعه أويحيى مع منسقيه في كل مناسبة. كما سيسمح هذا اللقاء بمعرفة خريطة التحالفات التي سيجريها الأرندي خلال هذه الانتخابات، حيث أسرت مصادر مطلعة مقربة من أويحيى أن حزب العمال سيكون الأقرب إلى الأرندي، وبدرجة أقل حركة مجتمع السلم على أساس أن هذه الأخيرة ستكون طموحاتها خلال هذا الاستحقاق أكبر من حزب العمال، وعليه فإن حزب لويزة حنون وحمس يكونان حليفين إستيراتجيين للأرندي في هذا الموعد. وبالنظر إلى ما حدث خلال عملية تجديد الهياكل بالمجلس الشعبي الوطني فقد اتضحت معالم خريطة التحالفات حين وقف الأفالان إلى جانب الجبهة الوطنية الجزائرية في مطلبها الرامي بالظفر بمنصب نيابة رئيس المجلس الذي هو بحوزة حزب العمال على اعتبار أنه يفوقه من حيث عدد النواب، في وقت وقف الأرندي إلى جانب حزب لويزة حنون بداعي الحفاظ على الاستقرار، في خطوة اعتبرها الكثير من العارفين بشؤون الساحة السياسية على أنها مقدمة لتحالفات ستجري خلال استحقاقات مجلس الأمة، وهو ما بدأ يتأكد ميدانيا بقرب هذا الموعد. وفي نفس السياق كان الناطق الرسمي للأرندي قد أشرف على العديد من اللقاءات الولائية بعدد من الولايات في هذا الإطار من أجل شحن بطاريات القواعد مبكرا لهذا الموعد واستباقا لحدوث أي انشقاقات في صفوف منتخبي الأرندي قد تؤدي إلى ضياع أصواته لصالح تشكيلات سياسية أخرى، وهو ما ظل يؤكد عليه أويحيى مع منسقيه في كل المناسبات. للتذكير فإن آخر لقاء لأويحيى مع المنسقين كان بداية شهر جويلية الماضي وكان قد طلب منهم تحضير البطاقية الوطنية، والاستعداد لانتخابات مجلس الأمة التي يعول عليها لرفع وعاء حزبه داخل الغرفة الأولى للبرلمان.