تسعى الجزائر للاستفادة من عون المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" للحد من ظاهرة هجرة الأدمغة التي تعانيها في السنوات الأخيرة بوتيرة مخيفة، لاسيما مع تزايد الهجرة الجماعية للباحثين والمهندسين والأطباء على الخصوص نحو بلدان الضفة الشمالية تحت ذرائع الظروف المواتية للبحث والعمل، حيث تشير الأرقام الأخيرة إلى هجرة أكثر من 40 ألف باحث من الجزائر نحو بلدان الشمال، مع بروز وجهات أخرى تتمثل في بلدان النمور الآسيوية مؤخرا. كما أن هذه الظاهرة تشترك فيها جل الدول العربية، حيث يغادر 70 ألف جامعي عربي بلدانهم للالتحاق بالجامعات ومعاهد البحث والمؤسسات الغربية. وتفيد المصادر إلى أن منظمة اليونسكو تعمل في هذا الإطار مع البلد طالب المعونة ومنظمة أمريكية اسمها "هيولات باكارد"، وبدأت بعض ثمار هذا التعاون تؤتي أكلها بعدما تم التوقيع على اتفاق بهذا الخصوص بين الجزائر واليونيسكو سنة 2007، حيث سميت العملية "استرجاع الأدمغة" المهاجرة، وهي عملية تمس خمس جامعات في خمسة بلدان منها الجزائر، حتى أنه تم توسيع مجال العملية إلى 15 بلدا إفريقيا. وتقوم هذه على تشجيع الطلبة والباحثين في تحقيق مشاريعهم في جامعات بلدانهم الأصلية، عبر تكثيف محاولات فتح المجال أمام هؤلاء وتوفير فرص النجاح فيها. وتروم الجزائر إلى تطبيق المشروع بالاشتراك مع اليونيسكو والمنظمة الأمريكية لوقف نزيف الأدمغة.