واحدا من الأصوات القليلة التي لها شخصية، وواحدا من القلائل الذين يستطيعون الغناء على المسرح لمدة ساعتين وثلاثا وأحيانا أربع ساعات.. «عوده»كان بمثابة بطاقته الشخصية.. هويته، ولا يزال يملأ بفنه كل الأسماع والقلوب.. على مدى أجيال وأجيال. عرف بصوته الدافئ.. العذب.. الشجي.. سنوات طويلة.. في ألوان متعددة، من الأغنية القصيرة، إلى الطويلة، إلى الاستعراضية إلى الشعبية.. إلى الأوبريتات. ففي مجال الأغنية الطويلة، له روائع مثل: «أول همسة»، «الربيع»، «بنادي عليك»، «حبيب العمر''...استطاع أن يقدم أفلاما أستعراضية تحمل لونا وطعما ومذاقا وابداعا تعز الآن على السينما المصرية. والمشهود للموسيقار فريد الأطرش أنه لم ينتشر من خلال الألحان التي قدمها إلى شقيقته اسمهان، حينما قدم لها أشهر أغانيها مثل: «ليالي الأنس في فيينا» التي غنتها في فيلم «غرام وانتقام»، وكان أول من قدم الغيتار في اللحن الشرقي عام ,1944 لكن لمعت أغانيه مع نور الهدى وفتحية أحمد ونجاة علي، وانتشرت ألحانه انتشارا كبيرا من خلال صوت الفنانة صباح التي ظلت تتعامل مع فريد الأطرش منذ أول لقاء بينهما في فيلم «بلبل أفندي» العام 1948 حتى أصبح يلحن لها معظم أغانيها. ولعل أحدا لا يعرف أن الموسيقار فريد الأطرش هو الأطول عمرا من حيث العمل في الأفلام السينمائية الغنائية من بين جميع نجوم الطرب في السينما العربية. إن الواحد والثلاثين فيلما التي قدمها فريد الأطرش خلال مشواره الفني، تنوعت في موضوعاتها وأسلوبها، بحيث جعلت ذلك المطرب يتميز بعدة أشكال. وفي الواقع يعد فريد الأطرش، الرائد الثاني للسينما الغنائية في مصر، بعد رائدها الأول الموسيقار محمد عبد الوهاب.