اتهمت حركة مجتمع السلم بشكل صريح منظمة ''ترييال'' السويسرية بنسج وتلفيق سيناريو هروب رئيسها أبو جرة سلطاني من القضاء السويسري وتوزيعه للصحافة، وكذا أطراف قالت إنها داخلية دون أن تسميها بالترويج لهذا السيناريو واستغلاله لأهداف دعائية وصفتها ب''الرخيصة''، في وقت قال أبوجرة إنه يعجب لهذه الخرجات التي ستهدف حمس والتي لن تزيدها إلا إصرارا على مواصلة طريقها -على حد تعبيره-. وجدد أبو جرة في تصريح خاص ل ''الحوار''، نفيه القاطع والكلي لكل ما تداولته الصحافة الأجنبية والوطنية على حد سواء بخصوص خبر فراره من القضاء السويسري عن طريق الأراضي الفرنسية، مضيفا بأن رحلته إلى سويسرا كانت عادية بكل المقاييس. وأضاف أبو جرة بهذا الخصوص''دخلت إلى سويسرا جوا وخرجت منها جوا من مطار جنيف ولم أسمع بخروجي برا وهاربا إلى الأراضي الفرنسية إلا من خلال الصحف والجرائد''. وتابع أبو جرة يقول عن نفس الموضوع دائما إن ما حدث هو تورط مفضوح لهذه المنظمة السويسرية في نسج هذا السيناريو الوهمي -على حد تعبيره-، وأن الأمر تم بتنسيق مفضوح بين كل خصوم الحركة في الداخل والخارج، وأن الأمر لن يحد من عزيمة الحركة المستهدف الأول من هذه المؤامرة حسب رواية أبو جرة. وحول نفس الموضوع كانت حمس قد أصدرت بيانا مطولا عنونته ب ''هذا بيان للناس'' ، قدمت فيه ما تقول إنه الرواية الحقيقية لزيارة أبو جرة إلى سويسرا وما تم فعلا هناك، حيث اتهمت حمس وعلى خطى رئيسها أبو جرة سلطاني منظمة ''ترييال'' السويسرية بافتعال سيناريو فرار أبو جرة عبر الأراضي الفرنسية، وحملت أطرافا داخلية بالتورط مع هذه المنظمة في افتعال هذه الأزمة التي ولدت هجمة إعلامية شرسة عليها، ولم تكتف حمس في بيانها بهذا، بل قالت إن الأطراف المتورطة في القضية سواء في الداخل والخارج عملت كل ما في وسعها لكي تطال وزراء الحركة وإطاراتها من خلال فتح باب الإشاعات على مصراعيه. ويبدو من خلا ل نص بيان حمس الذي فهم منه أن خصومها في الداخل عملوا على نقل المعركة الإعلامية إلى الخارج وتدويلها في الصحافة الأجنبية، وهنا يكون المتهم الأول في هذا المقام هم جماعة الدعوة والتغيير حتى وإن لم تسميهم صراحة. وجاء في البيان حرفيا ''التنسيق الواضح بين كل خصوم الحركة في الداخل والخارج''، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قيادة حمس تتبنى نظرية المؤامرة وتهتم خصومها في الدعوة والتغيير من جماعة مناصرة بالتنسيق مع الأطراف الذي خلقت هذه الأزمة في سويسرا أو توسيع نطاق التداول الإعلامي على الأقل. وقد تضمن هذا البيان الذي جاء في ثلاثة فصول، الأول بعنوان كرونولوجيا الأحداث وهو سرد لوقائع وحيثيات زيارة أبو جرة من زاوية حمس، والثاني جاء كرد ورد من خلال القراءات التي قدمت لما حدث والرد على اتهامات أنور مالك لأبو جرة، والثالث كان في شكل خطاب وجه للاستهلاك على مستوى القواعد تخفيفا لأثر هذه القضية عليها، خصوصا وأن حمس مقبلة على استحقاق انتخابات مجلس الأمة في نهاية السنة الجارية.