دعا الأستاذ بودغن اسطمبولي أمين من جامعة وهران، السلطات الجزائرية إلى ضرورة الاهتمام بالطاقات المتجددة بالجزائر، نظرا لأن الجزائر تمتلك أضخم الموارد في حوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى ذلك فإنها مهمة في مجال الصناعات الكيماوية، زيادة على ذلك فقد أكد الرجل أن هذه الطاقات يمكن استغلالها في مدة طويلة جدا، عكس النفط والغاز الذي سينفد بعد 40 سنة من اليوم. وكان مجلس الأمة قد نظم أمس الأربعاء يوما دراسيا حول موضوع التغيرات المناخية وآليات التنمية قصد مناقشة مسألة التغيرات المناخية ومدى تأثيرها على البيئة وصحة السكان. وفي هذا الصدد، أكد الخبير بودغن اسطنبولي أمين أن الجزائر مطالبة باعتماد إستراتيجية التطور المستدام الذي يرتكز على معادلة ذات 3 إحداثيات، حدد في أولها كل ماله علاقة بالاقتصاد، وفي الثانية كل ماله علاقة بالطاقة وفي الثالثة كل ماله علاقة بالحفاظ على البيئة، مضيفا لهم المسؤولية الاجتماعية التي تنطلق من تغيير ذهنيات المواطن البسيط إلى أعلى مسؤول، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على هذه الطاقات وهو ما ربطه المتحدث بضرورة وجود الإرادة السياسية. وقام مشاركون في هذا اليوم الدراسي بتقديم توضيحات حول عدد من المشاكل المتعلقة بأسباب التغيرات المناخية و نتائجها والمخاطر التي تنجم عنها وكذا الوسائل اللازم تجنيدها لمواجهة هذه الآفة. كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى العلاقة بين التغيرات المناخية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وقضية الماء والأمن الغذائي وصحة السكان. كما أشرف جامعيون على تقديم مداخلات تتمحور حول مواضيع ''التغيرات المناخية وحقوق الإنسان''، و''رهانات التغيرات المناخية: جيل التنمية'' و''الطاقات المتجددة مشروع المستقبل'' و''التغيرات المناخية وقضية الماء''. من جانب آخر عرفت الندوة إلقاء محاضرة مطولة للأستاذ محمد مباركي عضو مجلس الأمة والتي كان عنوانها ''التغيرات المناخية ومكيانيزمات التنمية''، حيث أفاد من خلالها أن التغييرات المناخية يمكن أن تطرأ بصفة فجائية من 15 إلى 20 سنة وهي مدة لا تسمح بالانتظار طويلا مما يضع المجموعة الدولية أمام مسؤولياتها لتستعد للتحكم وبسرعة في الآثار السلبية للاحتباس الحراري، متسائلا في الوقت ذاته عن وضع الجزائر من جانب تطوير الطاقات المتجددة لضمان الأمن الطاقوي للبلاد، سيما وأن الموارد البترولية آخذة في الزوال، ولذلك حث على البحث في طرق لاستخراج المياه والقضاء على التصحر ومكافحة الفيضانات وموجات الحرارة وحرائق الغابات وغيرها من الكوارث الطبيعية.