أكد أخصائيون وخبراء خلال لقاء دولي حول ''التلفزة الرقمية الأرضية'' الذي انعقد أول أمس بنادي الجيش بالجزائر العاصمة أن التلفزة الرقمية الأرضية اختيار لا مفر منه سواء بالنسبة للجزائر أو لبقية بلدان العالم، بسبب اقتراب استحقاقات انتقال البث التلفزيوني من النمط التماثلي إلى النمط الرقمي. وأشار الخبراء، خلال اللقاء الذي أشرفت على تنظيمه كتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالاتصال، إلى أن هذه الاستحقاقات قد أقرتها الندوة الجهوية للاتصالات السلكية واللاسلكية في جنيف في جوان ,2009 حيث حددت سنة 2015 للتردد فوق العالي فيما يخص أوروبا و2020 للتردد العالي جدا لبلدان إفريقيا والشرق الأوسط. وأوضح بالمناسبة طاهر بديار رئيس ديوان في كتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال أنه تم تنصيب لجنة وطنية للإستراتيجية الرقمنة تتكون من جميع قطاعات النشاط المعنية أساسا بالرقمنة، مشيرا إلى أنه تم إنجاز رزنامة لاقتناء أكبر عدد من أجهزة البث وإعادة البث للتلفزة الرقمية الأرضية بالجزائر في أفق 2015 . وبخصوص أوروبا أشار المدير التقني للاتحاد الأوروبي للإذاعات والتلفزيونات ليفين فيرمايل إلى أن المفوضية الأوروبية قررت وقف البث التماثلي في سنة 2012 لمجموع البلدان ال27 للقارة، كما دعا من جهة أخرى إلى بذل كل الجهود اللازمة حتى يتمكن الجميع من الاستفادة من التلفزة الرقمية كما هو الشأن بالنسبة للتلفزة الأرضية حاليا والتي تبقى مجانية وتؤدي دورها كخدمة عمومية. من جهته تطرق رئيس ''ديجيتال تاج'' دانييل سوفيت غويشو إلى مدى انتشار التلفزة الرقمية الأرضية في بلدان أوروبا التي مازال البعض منها في المؤخرة، مبرزا في الوقت ذاته أن بلدان أوروبا الشمالية تعد مثالا في هذا المجال كفنلندا مثلا التي تخلت عن البث التماثلي في أوت 2007 إلى جانب هولندا وسويسرا وبلجيكا، مشيرا إلى أن تطور التلفزة الرقمية الأرضية يستوجب إطارا تشريعيا واضحا، داعيا إلى وضع استراتيجية في هذا الإطار مع إلغاء البث التماثلي في أقرب الآجال، وكذا العمل على خفض أسعار أجهزة الملائمة الرقمية من نوع ''سيت توب بوكس'' حتى يتمكن الجميع من اقتنائها، مشيرا إلى ضرورة تجهيز كل أجهزة التلفزيون بمفككات الشفرات لالتقاط التلفزة الرقمية الأرضية وذلك ابتداء من 2010