كانت الفرصة مواتية للحوار على هامش الندوة الصحفية التي نشطتها الفنانة التونسية، سهرة أول أمس، لاكتشاف بعض الخبايا المتعلقة بنبيهة كفنانة لا تريد إيقاعا يخلط حسابات الفن التونسي، ويجعله يتدحرج بين جملة الفنون العربية الأخرى، فعن سر غياب أو ندرة الاعمال المشتركة بين الفنانين الجزائريينوالتونسيين، رغم التقارب الكبير في الثقافة والامتداد المتواصل للموروث الحضاري، الذي يطبع البلدين. ردت الفنانة ان الاجابة على مثل هذا السؤال صعب لاننا نحن الفنانين، تقول كراولي، لم نفهم ما سبب هذا الفتور الحاصل بن الطرفين، لأن كل الظروف متوفرة لانجاح أي عمل فني بين الاخوة في الجزائر، الا ان الامر يبقى على حاله، اللهم اذا استثنينا بعض المحاولات الجد محتشمة والفردية في آن واحد، ولعل الفكرة الايجابية التي بدأنا نلمحها هي الارادة التي نلمسها في بعض الشباب في صناعة ديو، وهي الفكرة التي أشاطرها، تقول المتحدثة، لأنها فرصة لتقارب الطبوع ومحطة لتقريب المسافات بين الفنانين، وأنا بدوري أحب انشاء ثنائية غنائية مع أي كان، ولا أشترط اسم المغني الذي سيجمعني به الديو، لأن الرسالة التي نريدها هنا هي تحفيز الشباب لصناعة الفن الراقي. أما عن سر تقوقعها بين أحضان الفن التونسي، فقد كشفت نبيهة أن الأولوية في الغناء تعطيها للمغرب العربي ولتونس بالدرجة الاولى، لأن الانسان يبدأ في بيته قبل أن يهتم ببيوت الآخرين، ولعله العيب الذي نلمسه حاليا في الفن العربي عموما، وعلى الرغم من أنني، تقول كراولي، خريجة مدرسة مشرقية في الطابع الطربي، الا انني لم أستطع الانسلاخ من جلد أصلي، وعدت لخدمة بلدي بالدرجة الأولى، وعلى الرغم من المؤهلات التي بحوزتها كي تحقق نجاحات فنية مستقبلية باعتبارها تتقن ل03 لغات أجنبية وبامكانها الغناء حتى مع فنانين فرنسيين وانجليز، الا ان الفكرة تبقى نوعا ما مستبعدة في الظرف الحالي، لأن الرسالة داخل تونس لوحدها ما زالت تعيش خطاها، ولأن الديو فكرة جميلة اكتفيت بالتشجيع إليها في أوساط المغنيين، خاصة وأن مبادرات التعاون في الحقل الثقافي تستند الى تبادل الخبرات الكتابية، والأغنية تعد خير وسيلة للتقارب والتعاون الفني. وعن التأثر الكبير بالأغنية الجزائرية، أجابت نبيهة، أن ميولاتها الشخصية للطبوع الجزائرية كبيرة لأن مقر سكناها بمدينة قفصة الحدودية مع الجزائر جعلتها تكبر في حب الفن الجزائري، ولعل الأغاني التي أعدتها في السهرة لخير دليل على ما أقول، خاصة واني أحمل فكرة التعاون المشترك كهدف بالنظر الى أن الفن الجزائري أصبح يلامس الجمهور العريض في مختلف بقاع الارض. واعترفت بثراء الموروث الفني الجزائري الذي بقى واقفا لاهتمام الفنانين به وعدم التأثر بالعاصفة التي ضربت الفن العربي عامة، متمنية في الأخير العودة الى الاجواء الحماسية التي عاشتها مع الجمهور القوي بجميلة وسط تنظيم تحسد عليه الجهات الواقفة من ورائه.