في خطوة غير مسبوقة قررت إدارة التعليم في حكومة موسكو منذ بداية العام الدراسي الحالي إدخال اللغة العربية ضمن المناهج التعليمية في عدد من مدارس العاصمة الحكومية. وجاء القرار استجابة لطلب المغتربين العرب ولقي ترحيبا من الأسر الروسية، تمثل في حرصهم على تعليم أبنائهم لغة الضاد. ويبدو أن الاهتمام باللغة العربية الذي بدأ يخرج من مراكز الأبحاث والمساجد إلى الأسر الروسية يعكس رغبة متنامية للتعرف على الثقافة العربية والتواصل مع الحضارة العربية. ولا تقتصر الرغبة في معرفة اللغة العربية على الجانب الديني، وإنما توسعت لتشمل قطاعات أخرى في المجتمع وجدت في لغة الضاد السبيل لطرق أبواب العمل فى مجالات السياحة والتبادل التجاري مع العالم العربي. وذكرت سييدا جولنيان، وهي مديرة مدرسة في جنوبموسكو، أن دراسة اللغة العربية في مدرستها تبدأ من الصفوف الأولى، وأردفت قائلة ل''العربية'': ''تلاميذنا أغلبهم من أسر روسية أو قوميات أخرى ليس لهم صلة مباشرة بالبلاد العربية، ويود أبناء بعض الأسر الروسية معرفة اللغة العربية لكي يعملوا كمترجمين أو في مجالات اقتصادية وثقافية وسياسية أخري. وعلى الرغم من أن المؤسسة التعليمية الروسية أخذت على عاتقها تحمل مرتبات مدرسي اللغة العربية، إلا أن المدارس الرائدة في تعليم ونشر الثقافة العربية تواجه عقبات تهدد نجاح التجربة، غير أن عضو مجلس إدارة جمعية المغتربين العرب سليم العلي أكد لموقع ''العربية'' أن قرار إدخال اللغة العربية في المناهج التعليمية بالمدارس الحكومية سيفتح آفاقا لحل مشكلات أبناء الزيجات المختلطة بين العرب والروس، ويمكنهم من معرفة لغتهم الأم وثقافة أجدادهم .