حمّل السفير الأمريكي السابق لدى العراق، ريان كروكر، تنظيم القاعدة في العراق مسؤولية الهجمات الأخيرة التي وقعت في العراق وأسفرت عن مصرع المئات عدا الجرحى والمصابين، مشيراً إلى أن التنظيم بدأ حالياً يستهدف الحكومة العراقية. وأحدث التفجيرات في العراق وقعت الثلاثاء الماضي، حيث انفجرت عدة سيارات مفخخة في بغداد والموصل، وأسفرت عن مصرع ثمانية أشخاص على الأقل، أربعة منهم في العاصمة. وقال السفير الأمريكي السابق إن القاعدة في العراق - التي وصفها بأنها ''خصم دموي للغاية'' - كانت تعمل على زعزعة ثقة الناس بالحكومة العراقية، وتحديداً ''عندما كنا نتجه نحو الانتخابات، وحول تفجيرات الثلاثاء، التي استهدفت مواقع حساسة للغاية وتحظى بحراسة أمنية مشددة في وسط العاصمة العراقية وقريبة من المنطقة الخضراء المحصنة التي تأوي المقار الحكومية والسفارة الأمريكية، قال كروكر ''من الواضح تماماً بالنسبة لي أن مهندسها هو تنظيم القاعدة في العراق''. وجاءت تفجيرات بغداد بعد أسبوع على سلسلة هجمات دامية أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في بغداد وإصابة أكثر من 400 آخرين، وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ أكتوبر الماضي عندما انفجرت سيارات مفخخة وأدت إلى مقتل وجرح المئات. على أنه برغم هذه الهجمات فإن عدد الضحايا الكلي من المدنيين العراقيين انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في مارس عام .2003 وقال كروكر، إن القاعدة في العراق بدأت تحوّل في تكتيكاتها، مشيراً إلى أنه كان يستهدف في السابق المواطنين المدنيين في مسعى لإثارة عنف طائفي، لكن هذا السعي لم ينجح، وفقاً لكروكر. وأوضح قائلاً ''ببساطة، رفض العراقيون العودة إلى العنف الذي شهدناه عامي 2006 و.2007 لذلك حوّلت القاعدة تكتيكها وبدأت باستهداف الدولة العراقية، ولا أعتقد أن هذا الأمر سينجح كذلك''. وأضاف كروكر أنه يعتقد أن الانتخابات العراقية التي ستجري في مارس المقبل تتسم بكونها في غاية الأهمية، لكنه حذر من ظهور تحديات أمنية جديدة، وهي التحذيرات التي أطلقها أيضاً قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو. يشار إلى أن القوات الأمريكية في العراق لم تعد تجوب شوارع وطرقات المدن والبلدات العراقية بموجب الاتفاقية الأمنية التي وقعها الجانبان العراقي والأمريكي وبدأ تطبيقها في جوان الماضي.