دأب المركز الثقافي الإسلامي على تجديد فضاءته الثقافية بما يواكب قضايا العصر، حيث أسس لعمل جمعوي فكري يقدّم فيه أصحاب الشهادات العليا أهم القضايا والأفكار التي تخدم الفكر العربي وتجدد بحوثه وإنجازاته. وتعميما للفائدة خصّ المركز هذا المجال بما استجدّ من دراسات تقدّمها الجامعة ويقدّمها الباحثون بشكل فردي، وبما أن المصالحة الوطنية جاءت بنتائج مهمة جدا على المستوى الوطني والدولي، أضحت النقطة الأكثر اهتماما من طرف الفكر السياسي الذي يبحث في إشكالات التوتر السياسي بين المواطن والمؤسسة السياسية كما تخص الأبعاد الفكرية في المنظومة الإدارية التي من أدوارها تقديم الجو السياسي والفكري القادر على لملمة أجساد التراب المتناثرة.. ولذلك بادر المركز الثقافي الإسلامي بمحاضرة قدّمها الأستاذ عدلاوي علي جاءت تحت عنوان '' المصالحة السياسية والإصلاح الاجتماعي في عهد عمر بن عبد العزيز'' ليضع بذلك الأسطر المهمة التي خدمت الجانب السياسي في عهد عمر بن عبد العزيز ويموقع كل تلك الأفكار في مجالات الخطاب السياسي الراهن. وقد تطرق الأستاذ عدلاوي علي أيضا إلى كل المصالحات التي قام بها هذا المصلح المؤثر في مجتمعه، نذكر منها على سبيل المثال المصالحة على المسجد الأموي الذي بني نصفه على أنقاض كنيسة القديس توما، أيضا المصالحة بين المحاربين في دار الحرب وعلى الثغور وإيقاف الفتوح مؤقتا لشُحّ بيت مال المسلمين حتى امتلأت عن آخرها، نضيف إلى ذلك مصالحة مهمة بين المضرية بزعامة الحجاج بن يوسف الثقفي واليمانية بزعامة المهلب بن أبي صفرة أكبر فرعي العرب، كما صالح آل الزبير وقرّبهم، ومن هنا فقد فتح المحاضر نوافذ عدة تطل على المنهج الفكري المؤسس للمصالحة كمفهوم سياسي منذ أمد بعيد.