فتحت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر أحد الملفات المتعلقة بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، حيث مثل المتهم (ل.ج) الذي يعمل كدهان للمحاكمة من أجل مواجهة التهمة المنسوبة إليه بعد أن أقدم على قتل سيدة مسنة تبلغ من العمر 70 عاما على مستوى شقتها الكائن مقرها بحي ''الحاريشاد'' بالعاصمة، وتجدر الإشارة إلى أن الجاني اعترف أثناء التحقيق معه بالجرم الذي ارتكبه في حق الضحية كما أقر أن دوافعه كانت السرقة، وعليه التمس ممثل النيابة ضده توقيع عقوبة الإعدام. حيثيات القضية حسب ما ورد في قرار إحالة المتهم على محكمة الجنايات تعود وقائعها إلى ديسمبر 2008 عندما كلف بأشغال الترميم في إطار العمل لفائدة ديوان الترقية والتسيير العقاري على مستوى العمارة التي تقطن بها المجني عليها، حيث وبناء على ما توصلت إليه التحريات المكثفة فإن المتهم عمل لدى الضحية (س.خ) شهر أوت من نفس السنة وخلالها توطدت العلاقة بينهما، الأمر الذي مكن الجاني من معرفة أدق التفاصيل المتعلقة بهذه الأخيرة، حيث كانت تسكن وحدها باعتبار أنها كانت على خلاف مع زوجها الذي يعاني من مرض مزمن وأن أولادها الأربعة يسكنون في سكنات مستقلة وأنها ميسورة الحال، لذلك قرر المتهم الترصد لها بعدما راقب تحركاتها لمدة أسبوع من تاريخ الوقائع لأنه خلال تلك الفترة حسبه كان يعاني مشاكل مادية، وقد أخذ المتهم معه يوم تنفيذ الجريمة مطرقة ثم قصده شقتها بحجة الاستفسار عن أحوالها وقضاء حوائجها، وهو الأمر الذي رحبت به المجني عليها حيث أخبرته بأن هناك تسربات مائية أدت إلى إتلاف الجدران، لذلك أدخلته لكنه وبمجرد وصولهما إلى غرفة الاستقبال باغتها موجها لها ضربة على مستوى الرأس بواسطة المطرقة مسقطا إياها على الأرض، إلا أنها قاومته فقام بجرها إلى غرفة النوم أين وجد سلكا كهربائيا لفه على رقبتها محاولا خنقها لكنه فشل لذلك ضربها من جديد بواسطة كرسي على الرأس افقدها على الفور وعيها، واستغل ذلك لنزع جميع المصوغات التي كانت ترتديها دون أن يأخذ شيئا آخر من البيت بعد أن اضطرب، ثم خرج من النافذة متوجها مباشرة إلى سوق باش جراح حيث باع المسروقات، وقد تم اكتشاف الجريمة الشنعاء من قبل ابنتها الكبرى التي قصدت أمها مساء نفس اليوم من أجل زيارتها، حيث وحسب ما أدلت به أثناء رفعها الشكوى فإنها طرقت الباب لمدة طويلة ولأنها لم تفتح راودتها الشكوك خاصة وأنها مسنة وتسكن لوحدها لذلك طلبت من أحد الجيران الدخول من النافذة لفتح الباب من الداخل، لكنها وبمجرد تقدمها وجدت والدتها غارقة في دمائها وحالتها جد خطيرة، حيث طلبت الإسعاف من أجل نقلها إلى المستشفى أين مكثت ثلاثة أيام في العناية المركزة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة لكنها قبل أن تتوفى أعلمتها بما حدث بعد أن دلتها عن الفاعل وعليه تمكنت مصالح الأمن من التعرف على هويته وألقي عليه القبض، حيث اعترف خلال مراحل التحقيق بالجريمة التي ارتكبها في حق الضحية مبررا ذلك بحاجته للمال كما أكد أنه لم تكن لديه نية في قتلها.