أعلن الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي عن نيته في تطوير تعاونه مع نظيره الإفريقي كهيكل جماعي أو دول القارة السمراء منفردة لإقامة تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة الشرعية . وفي هذا الشأن، بيّن وزير الخارجية الاسباني ميغال أنخيل موراتينوس الذي ترأس بلاده الترويكة الأوروبية حاليا في كلمة أمام برلمان القارة العجوز أن الاتحاد الذي يمثله يرغب في إقامة شراكة مع القارة الإفريقية ، موضحان أن تعزير العلاقات مع هذه الأخيرة تعد من أولويات أوروبا وأضاف موراتينوس ''إن الاتحاد الأوروبي يرغب في العمل مع البلدان الإفريقية، ونحن مستعدون للمساهمة في عصرنة القارة السمراء'، كاشفا عن اعتزام الاتحاد '' الرفع من التزاماته المتعلقة بالمساعدة على التنمية''، ومردفا بالقول ''إننا نتطلع إلى المساهمة في تعزيز سياسة حقيقية للتعاون من أجل التنمية''، وأنه ''من الضروري تعبئة كافة الموارد لتحقيق أهداف الألفية''، إضافة إلى عدم ترك تحول الأزمة الاقتصادية إلى أزمة للتنمية في الدول الإفريقية، على حد ما أضاف رئيس الدبلوماسية الاسبانية. ولدى تطرقه إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تعد فيها أوروبا بلد استقبال، ألح موراتينوس على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة للتكفل بهذا الملف، ومعالجته، وزاد في هذا الإطار بالقول إن ''أهم تدفق للهجرة يأتي من الجنوب. إن إجراءات المراقبة وسياسات الأمن غير كافية من أجل إيجاد حل لهذه الظاهرة. يجب تطوير سياسة شاملة بغية تقليص الهجرة السرية والتخفيف منها ، بل والقضاء عليها. وأقر موراتينوس بالمسؤولية التي تقع على عاتق أوروبا بشان تسببها في جانب من تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث قال '''نتحمل مسؤولية مشتركة مع بلدان المصدر والعبور. يتوجب إتباع سياسة للتعاون، سياسة تستوجب توفير موارد مالية بالنسبة لإفريقيا وجدد وزير الخارجية الاسباني التأكيد على أن بلاده تعمل من أجل إقامة سكرتارية دائمة للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة، والإعداد للقمة المرتقبة في في جوان المقبل. ودعا موراتيونس الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياسته المنتهجة في التعاون مع إفريقيا لمواجهة ظاهرة الإرهاب الدولي ، حيث أردف بالقول '' .. إنه إذا ما أرسل الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي جيوشهم لمحاربة الإرهاب في القرن الأفريقي فإنهم لن يستطيعوا تحقيق أي مكسب عسكري في هذه المناطق''، مشددا على وجود حاجة ملحة ليغير الأوروبيون سياستهم الإستراتيجية في هذه المناطق.