توجت زيارة وزير الخارجية الإسباني السيد ميغيل أنخيل موراتينوس إلى الجزائر أمس بالاتفاق على تشكيل فريقي عمل الأول يتكفل بدراسة وإعداد وثيقة عمل مشتركة تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في مجال الطاقات المتجددة والثاني يمكن المتعاملين الإسبان من اكتشاف قدرات استثمار إضافية في الجزائر. وأنهى رئيس الدبلوماسية الإسبانية أمس زيارة إلى الجزائر دامت يوما واحدا لكنها، كما قال، سمحت بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وقال وزير الخارجية الجزائري السيد مراد مدلسي خلال ندوة صحفية عقدها مع نظيره الاسباني بإقامة الميثاق بالعاصمة أن هذه الزيارة سمحت بالتوقيع على محضر تبادل وثيقتي التصديق على اتفاقية تسليم المجرمين الموقعة بين الجانبين في 12 ديسمبر 2006 . اما في مجال تعزيز التعاون الطاقوي فقد تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل يتكفل بإعداد دراسات لإقامة مشاريع ثنائية تعنى بالطاقات المتجددة بمختلف أنواعها، وفي المجال الاقتصادي تقرر كذلك تشكيل فوج عمل يسمح للمتعاملين الإسبان باكتشاف المزيد من فرص الاستثمار التي توفرها السوق الوطنية على النحو الذي يجعل من اسبانيا في السنوات القادمة أول مستثمر أوروبي خارج المحروقات في الجزائر. وسمحت هذه الزيارة أيضا حسب السيد مدلسي بالتطرق إلى العديد من القضايا الثنائية منها التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والشراكة الإستراتيجية في ميدان الطاقة. وأكد وزيرا خارجية البلدين خلال الندوة على وجود تطابق في الرؤى حول العديد من القضايا الدولية وذكرا من بينها القضية الصحراوية، حيث قال السيد مدلسي أن البلدين يتفقان على أن النزاع في الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وأن حلها لا يمكن أن يخرج عن اطار الشرعية الدولية. وبخصوص انشاء الاتحاد من اجل المتوسط شدد موراتينوس على التوضيح أن المشروع يعرف تحت تسمية مسار برشلونة"الاتحاد من اجل المتوسط" واكد أن بلاده ستعمل على تحقيق ثلاثة اهداف خلال قمة باريس القادمة وهي دفع الحوار السياسي المباشر بين قادة دول الاتحاد في الاتجاه الذي يخدم مصالح جميع الاطراف، والثاني يخص وضع مؤسسات جديدة بديلة لتلك الموجودة تاخذ القرارات بشان المشاريع التي يتم اقتراح تنفيذها، والهدف الثالث اقتراح صيغة وضع مشاريع كاملة وواضحة تعني بلدين اثنين او ثلاثة يتم الاتفاق عليها وعلى كل تفاصيل انجازها حتى يتم تسهيل عملية التطبيق. وفي نفس الموضوع اوضح السيد مدلسي أن مشاركة الجزائر في قمة باريس على اعلى مستوى لم تكن ابدا مرتبطة بالتحفظات التي اعلنت عنها بخصوص المشروع، واضاف أن الجزائر تحصلت على الكثير من التوضيحات حول العديد من المسائل المرتبطة بالمشروع وتنتظر توضيحات اخرى خلال قمة باريس حول قضايا اخرى. وكان وزير خارجية اسبانيا وصل امس الى الجزائر وكان في استقباله نظيره السيد مدلسي. وحظي قبل عقد الندوة الصحفية باستقبال من طرف رئيس الحكومة السيد أحمد أويحيى. وذكر بيان لمصالح رئيس الحكومة ان محادثات السيد أويحيى مع السيد موراتينوس تناولت العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي وكذا مختلف اوجه التعاون بين البلدين وآفاقها.