لا مجال للخطأ في الحقائق التاريخية لأنها تجعلك تحت طائلة المسؤولية يكشف المخرج علي فاتح عيادي صاحب شركة ''صورة وصوت الجزائر'' للإنتاج في هذا الحوار عن مشاريع شركته الإنتاجية للموسم الجديد، والمتمثلة في شريط وثائقي عن مسيرة الأمير خالد ومسلسل درامي تاريخي مقتبس عن رواية الكاتب اللامع معامرية. عن تفاصيل مشاريعه السينمائية وعن رأيه في كثيرمن القضايا المتعلقة بواقع الإنتاج الدرامي الجزائري وراهنه، يحدثنا فاتح عبادي في هذا اللقاء. سمعنا أنك بصدد التحضير لمشروع عمل تاريخي مهم. هلا أوفيتنا بتفاصيل هذا العمل؟ فعلا احضر لعمل وثائقي عن حياة الأمير خالد. تبادرت هذه الفكرة إلى ذهني خلال فترة تحضيري لسلسلتي التاريخية التي صدرت منذ مدة عن المسار النضالي للأمير عبد القادر، حيث وقعت يداي على الكثير من الوثائق الخاصة بحفيده الأمير خالد والتي اكتشفت من خلالها الكثير من الحقائق التاريخية التي لم يهتم بها المؤرخ الجزائري، خاصة ما تعلق بالجوانب الشخصية لهذا الرجل. قضية أثارت اهتمامي بشكل كبير وهو ما دفعني إلى التفكير بكتابة سيناريو عمل تلفزيوني فرغت مؤخرا من تحريره. واليوم أنا في مرحلة البحث عن الدعم المادي لهذا العمل التاريخي المهم الذي يندرج ضمن المراجع التاريخية الدرامية الجزائرية. وما هي الجوانب التي سيركز عليها الشريط في شخصية الأمير خالد؟ هذا العمل هو عبارة عن شريط وثائقي تاريخي يتناول كل جوانب شخصية الأمير خالد العقائدية منها والنضالية والاجتماعية والروحية. كما أركز ضمن هذا الشريط الذي يقع في 52 دقيقة على إظهار دور الأمير في الحركة الوطنية من خلال تصوير الكفاح السياسي للأمير خالد. إلى جانب مشروع فيلم الأمير خالد. ما هي أهم المشاريع التي تتضمنها أجندة البرنامج الإنتاجي لشركتكم خلال الموسم القادم ؟ ضمن إنتاجات شركة ''صورة وصوت الجزائر'' نحن بصدد طرح مشروع عمل تلفزيوني م ننوع الدراما التاريخية، وهو عبارة عن مسلسل مقتبس عن رواية الكاتب معامرية، والذي يصور حياة سكان منطقة الاوراس (الشاوية) في مرحلة الاستعمار الفرنسي. حيث يعكس المسلسل الذي يقع في 15 حلقة مدة كل منها 40 دقيقة الوعي الكبير للرجل الشاوي بأهمية الحرية واستماتته في سبيل استرجاعها. كما يتضمن العمل جانبا من الرومانسية من خلال قصة حب يتضمنها المسلسل والتي تضفي عليه لمسة إبداعية حميمية خاصة تخرج المشاهد من كلاسيكية العمل التاريخي إلى إطار أكثر اتساعا للاستمتاع بالقصة. ألا ترى بأن هناك فراغا كبيرا في مجال صناعة الدراما التاريخية في الجزائر ؟ حقيقة وبكل صراحة نلمس حاليا فراغا كبيرا في مجال الكتابة التاريخية والإنتاج في هذا المجال. وأعتقد بان إنتاجنا لم يصل إلى المستوى المطلوب حيث لم تتجاوز انتاجاتنا التاريخية حدود الوطن، في حين أننا نملك مخزونا تاريخيا مهما يكفينا أننا امة المليون ونصف المليون شهيد وعلينا أن نعرف العالم العربي والغربي بهذا التاريخ الفريد. كما أننا اليوم بحاجة للعمل على أرشفة تاريخنا في إطار الحفاظ على الذاكرة الجماعية، وهو ما أسعى إليه من خلال رزنامة عملي ضمن شركتي المتواضعة. يعتبر الكثير من الشاغلين في مجال الإنتاج التاريخي بأن مرحلة جمع المادة التاريخية هي من أصعب مراحل التحضير للعمل .ما تعليقك؟ نحن بحاجة للأرشيف الذي هو أهم مرحلة بالنسبة لتحضير العمل، حيث أنه لا مجال للخطأ في الحقائق التاريخية التي تجعلك تحت طائلة المسؤولية أمام المتلقي، ذلك أن العمل التاريخي ليس مجرد مادة عادية تطرح على المتلقي بل مادة جد خطيرة من شانها أن تصحح المفاهيم. وبالتالي فمن الصعب الاشتغال في هذا الحقل لكن ليس مستحيلا. ألا ترى بأن اختصاص شركتكم في إنتاج هذا النوع من الأعمال هو مجازفة يبتعد عنها الكثيرون، على اعتبار أن المشاهد الجزائري لم يعد مهتما بهذا النوع من الأعمال الكلاسيكية ؟ أصدقك القول وأؤكد بان اهتمامي بالبعد التاريخي الثقافي لأعمالي هو أكثر ما يهمني. بالنسبة لي العمل في مجال الإنتاج التاريخي هو مغامرة فعلا ولكنها مغامرة محسوبة النتائج، كوني حريصا جدا على البحث في أعمالي لضمان نجاحها واستمرارها.