أكّدت الصحافية الروائية الجزائرية زهرة ديك خلال استضافتها في العدد الأول من "صدى الأقلام"، الذي احتضنه المسرح الوطني الجزائري يوم الأربعاء المنصرم، أنّه يجب الانحناء أمام المرأة المبدعة التي تضفي أشياء على الأدب والثقافة وذلك لصعوبة أدائها لهذه المهمة النبيلة، بفعل كل الواجبات العائلية وغيرها التي تلتهم الكثير من وقتها وبالتالي من وقت الكتابة· زهرة ديك صاحبة روايتيّ "بين فكيّ وطن" و"في الجبة لا أحد"، أضافت أنّها نشأت على بوادر الكتابة منذ أن وعيت على نفسها وعلى الآخرين، حيث أحسّت بألم خفي أجبرها إمّا على الكتابة وإمّا على العيش في الجحيم، ومع ذلك فإنّها لا تندم أبدا على اقتحام هذا العالم المميّز لأنه -حسب اعتقادها - خُلقت للكتابة· وعن شخوص عمليها الروائيين، قالت ديك أنّها تأخذ بعض شخوصها من نماذج واقعية بينما الشخوص الأخرى خيالية بحتة ولكن لجميعها أشياء منها، معتبرة في هذا السياق أنّ الكاتب لا يكتب عن حياته، بل عن جوانب متعلّقة عن حياته التي تضمّ الكثير من مخاوفه، هواجسه وقلقه· بالمقابل، أشارت ضيفة الصدى أنّها لا تؤمن بتجنيس الأدب، فالأدب هو ذاك الذي يتوفّر على المقوّمات الجمالية ومع ذلك - تضيف المتحدثة - يمكن القول أنّ الكاتبة تدق أبوابا لا يدقها الكاتب الرجل، وهذا لا يعني أنّ هناك أدبا نسائيا وآخر رجاليا· وأوضحت أنّها تشعر بنوع من النّضج الأدبي الذي جعلها تتكبّر على روايتيها السابقتين، إذ تمتلك الآن مخزونا من التجارب وفيضا من أشياء الحياة وتفاصيل الواقع، ما يؤهّلها على الكتابة بطريقة أفضل· وفي إجابتها على سؤال "المساء" حول كيفية توفيق الكاتبة بين واجباتها اليومية وكتاباتها الإبداعية، أجابت زهرة أنّ الواجبات العائلية هزمتها· مضيفة أنّه لو أتيح للمبدعة ما يتاح للمبدع، لكانت المرأة المبدعة أفضل· مؤكّدة أنّه عندما يصبح هاجس الكتابة ضرورة حياتية، تقتحم المبدعة عالم الكتابة بقوّتها الخارقة التي وهبها إيّاها الله· للإشارة، تحكي رواية" بين فكيّ وطن" قصة أستاذ جامعي (عمر)، يعاني في العشرية السوداء التي عاشتها البلاد من وزنه كمثقف، فيحاول الخروج من بؤسه الاجتماعي وغيره ولكن بطريقة منحرفة، حيث يصبح صعلوكا مجرما، وعندما يدرك "الأستاذ" طريقة عيشه هذه، يندم على ذلك ويحاول العودة إلى الوراء أي إلى "عمر القديم" لكنّه لا يستطيع ذلك فيصاب بالجنون· أمّا الرواية الثانية " في الجبة لا أحد"، فهي تتناول قصة رجل يعلم أنه سيموت وحيدا في غرفت··· زهرة ديك، رئيسة القسم الثقافي بجريدة "الحوار" ورئيسة تحرير سابقة بوكالة الأنباء الجزائرية، صحفية، بدأت شاعرة حيث نشرت عدة نصوص في الجرائد والمجلات ثم تحوّلت إلى الرواية·