نظمت إدارة المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، أول أمس، بقاعة حاج عمار، حلقة نقاش أدبية مع روائيين جزائريين وذلك في إطار تظاهرة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، تخللتها قراءات من مقاطع في روايات كل من زهرة ديك صاحبة رائعة ''قليل من العيب يكفي''، والتي ركزت في تدخلها على خصوصية المبدع الجزائري واصفة الكاتب بالبطل أو المقاوم الذي يجاهد بقلمه بلاهوادة، على الرغم من علمه بأنه لا يجد أي ثواب مقابل أعماله، لكن تقول ديك ''لا أنبل ولا أصعب من هذا الفعل الحضاري والفكري''. وفي السياق ذاته أجرت زهرة مقارنة بين الظروف التي سادت راويتها الأخيرة ''قليل من العيب يكفي'' مع الروايتين السابقتين ''في الجبة لا أحد'' و''بين فكي وطن''، حيث أكدت أن السياق والظروف التي كتبت فيها روايتها الاخيرة اختلفت كليا عن سابقتيها على جميع الأصعدة أمنيا واجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، مبرزة أنها تحب التجدد مع كل كتاب من حيث اللغة والأسلوب تلبية لذوق القارئ، لأن الإبداع ذاته حسب زهرة تجديد. ''روايتي الأخيرة، تضيف ذات المتحدثة، تيمتها الإنسان الجزائري، بطلها ''بهتة'' الذي يحمل اسما غريبا وهو شيء تعمدته لأني أحب الغرابة، وعلى الرغم من أنه ليس هو الشخصية الرئيسية في الرواية لكني حافظت على عنصر الترابط بينه وبين أبطال القصة الثلاثة الذين يحركون أحداث الرواية، لقد تعمدت ذلك حفاظا على المتلقي''، هذا الاخير قالت عنه صاحبة ''في الجبة لا احد'' إنه يختلف جذريا عن قارئ الأمس كونه ينزع دائما إلى السرعة، مزاجه متغير وليس له الصبر الكافي ليتتبع أحداث الرواية التي تتكون من 300 أو 400 صفحة. من جهته توقف سمير قاسيمي عند روايته الجديدة التي ستنزل إلى السوق السبت القادم بعنوان ''هابيل''، وهو أحد أبناء سيدنا آدم عليه السلام، حيث تعاطف معه لأنه لم يذكر في أي رواية مشهورة، مسقطا حالته هذه على واقع الشعوب المنسية. في حين تحدث الروائي الليبي كمال لصفر صاحب ''شكشوكة'' عن تجربته الإبداعية وعن الظروف التي ساعدته على الولوج في عالم الكتابة حيث أنتج أزيد من عشر روايات، موضحا أن كل أعماله مستقاة من الواقع المعيش ومن الطبقات المدحورة والبائسة. بينما تطرق صاحب ''الغيث'' إلى إشكالية الكتابة والكتاب في الجزائر، مشيرا إلى ظاهرة تمجيد وتفوق الإبداع الفكري المكتوب باللغة الفرنسية على الابداع بالعربية.