أعلنت النقابات المستقلة الممثلة في قطاع التربية وكذا الصحة الممثلة في الأخصائيين النفسانيين عن دخولها في شبه هدنة اجتماعية بعد أن عمدت الجهات المسؤولة مؤخرا إلى فتح قنوات حوار حول مختلف الانشغالات المهنية والاجتماعية المطروحة، والتي كانت سببا مباشرا في الاضطرابات على مستوى هذين القطاعين دامت قرابة الشهرين . يبدو أن وزارة التربية الوطنية قد سجلت هدفها هذه المرة في مرمى النقابات المستقلة واستطاعت أن تغلق باب الانزلاق الذي كان وشيكا بعد أن قررت نقابة الكناباست والأنباف مواصلة الإضراب عن العمل. وقد يكون بالنسبة لوزارة التربية سبب عودة المياه إلى مجاريها وانقاد التلاميذ من السنة البيضاء مرتبط بتلك التهديدات التي أطلقها وزير التربية الوطنية بتعويض المضربين عن العمل بأساتذة بلغ عددهم 50 ألف أستاذ ، يدمجون دونما المرور على المسابقة وكذا شطب أسماء المضربين من الوظيف العمومي، غير أن السبب بالنسبة للنقابات المستقلة ارتبط بالحوار الذي رافق التهديد والجلسات التي وعدت بها الوزارة الوصية للخروج بنتائج ترضي الطرفين. بدليل أن هذه الهدنة مهددة بالاختراق من قبل إضراب أعنف إذا لم تتحقق مطالبهم المهنية و الاجتماعية ويقول مسعود بوديبة ''نحن أعلنا عن شبه هدنة اجتماعية مراعاة لمصلحة التلاميذ وكذا لأن الوزارة الوصية قد فتحت لنا قنوات الحوار وتعهدت باحتواء مشاكلنا بيد أن هذه الهدنة الاجتماعية ظرفية، حيث لا محالة ستخرق إذا لم توفي الجهة الوصية بوعودها، كما أننا وطبقا لتعليمات القاعدة العمالية و قراراتها سنعود للإضراب عن العمل ''مضيفا ''نحن سنتريث لكن الوزارة عليها أن تثبت نيتها لأنه إذا لم نجد ما وعدنا به فالعودة إلى الإضراب جد ممكنة . و أبرز مزيان مريان أنهم فعلا دخلوا في هدنة اجتماعية مع الجهات الوصية فور الإفراج عن ملف المنح والعلاوات، مصرحا '' أبدينا استيائنا من الإضراب عن العمل لأن ملفي الخدمات الاجتماعي و طب العمل لا يستدعيان هذا القرار على اعتبارهما يتطلبان وقتا طويلا ولأن الدخول في الإضراب عن العمل ليس لأجل الإضراب فقط و إنما لأجل تحقيق مطالب مشروعة''. بدوره أكد خالد كداد أن دخلوهم في مفاوضات مع الوزارة الوصية أدخلتهم في هدنة اجتماعية ملحا على ضرورة أن توفي الجهة الوصية بوعودها في احتواء انشغالاتهم المهنية والاجتماعية سيما في أمر الإدماج الانتقالي. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين أن العودة إلى خيار الحركات الاحتجاجية لا مفر منه إذا أعادتهم وزارة سعيد بركات إلى نقطة الصفر قائلا '' لسنا مغفلين ولسنا أغبياء ولسنا غافلين بهذه الجلسات المفتوحة معنا عن مصالحنا المهنية والاجتماعية ويجب أن يعلم الجميع أننا سننتفض لكن يجب أن يعلموا أيضا أن الحوار والاحتجاج مرتبطان ففشل الحوار البناء لا محالة يدخلنا إلى حركات احتجاجية وهذه الحركات تعني المطالبة بحوارات جدية قادرة على الخروج بنتائج ترضي الطرفين الجهة الوصية و الشريك الاجتماعي''.