وأنا أتابع الملاسنات الكلامية التي دخلت معتركها السيدة حنون منذ أيام، أدركت جيدا ويقينا أن ''السيدة'' يلزمها على جناح السرعة زيارة عاجلة مستعجلة لأقرب ولي صالح يحميها ببركته من ''دعاوي الشر'' التي قد تلحقها أو تصيبها من أطراف اعتقدت ''لويزة'' أنها قادرة على مناقشتهم في مواضيع يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب الشأن فيها وعليها، فوحدهم يربطون ويفكون طلاسمها، وقادرون على الإفتاء فيها دون غيرهم... كيف، ومن نسميهم عندنا بزعماء الحزب الإسلامي، فليس هناك ثمة شيء آخر يتقنون خباياه أكثر من مواضيع الشرع والحكم، حتى بدا واضحا على لويزة الحنون تعاليم ''التخلاط'' و''الخلط''، وصار الكل يجزم أنها خرجت عن الخط، وصار لزاما عليها أن تكتفي بعوالم السياسة وتترك أحكام الشرع والدين لأولي الأمر، وتدع أحكام الإعدام والزنا وما إلى ذلك ل ''مواليها'' وأصحابها..... لويزة في هذا المقام ذكرتني كثيرا وهي تسعى إلى فرض تعاليم لعبة جديدة غريبة على مجتمع طالما رفض ''التخلاط'' في شؤون الدين، لأنه مجتمع تربى على احترام الدين كواحد من تعاليم دين نص دستونا على أنه دين الدولة، قلت شبهتها في هذا الموضع بذاك السعودي الذي أفتى منذ أسابيع بجواز هدم الحرم المكي وإعادة بنائه من طابقين حتى لا يختلط الجنسان، وهي الفتوى الخطيرة التي حركت رجال وعلماء الدين وأخرجتهم عن بكرة أبيهم.... وغير بعيد عنه، بل وقبله بأيام استمعنا إلى العالم المصري سيد القمني الذي دعا إلى هدم مكة وبناء أخرى جديدة بالوادي المقدس ''طوى'' بصحراء سيناء حفظا للمال القومي... فتوى أحدثت جدلا دينيا لا يقارن وترأست جل مواضيع الأخبار بأنواعه، وتحكمت في مواقع الإعلام الالكتروني لأيام معدودة، أثار بها القمني، زوبعة من الغضب والنقمة عليه، لا يمكن أن توصف.... وعلى الرغم من أن الداعية السعودي عاد ليصحح كلامه، ويكذب ما قيل وما حرف من فتواه، محاولا بذلك إقناع الجميع بأنه لم يدع بتاتا لهدم المسجد الحرام، إلا أن ما استخلص من فتواه لدى العامة والخاصة والمهتمين بشؤون الفتوى، بقي مختصرا في ''جملة الهدم'' المسيئة، كذلك الحال بالنسبة لحنون التي ما كانت لتدخل معترك التنابز بالألقاب لو لم تدع إلى إلغاء قانون الحكم بالإعدام من باب حقوق الإنسان والحرية والمساواة و...و...هلم جرا من المفردات البراقة اللامعة المثيرة، التي يحاول العالم الغربي إغراءنا بها، فصار الجميع يتذكرها فقط ب '' المتهجمة على الإسلام''، وهذا هو الحال .... ، ودعونا هنا، فقط من باب النوايا الحسنة نقول : ''لقد اجتهدت ولكنها أخطأت'' ... فاعذروها.