أمر الرئيس الروسي ''ديمتري مدفيديف''، بتشديد الإجراءات الأمنية في قطاع النقل عبر سائر أنحاء البلاد، معلناً الحرب على''الإرهاب''، إثر الإعتداءين الإرهابيين اللذين طالا أمس، محطة ''لوبيانكا'' لميترو الأنفاق في العاصمة ''موسكو''، مخلفا 40 قتيلا وأكثر من 64 جريحا، في حصيلة أولية كشفت عنها السلطات الروسية ممثلة في شخص ''إيرينا أندريانوفا''، المتحدثة باسم وزارة الأوضاع الطارئة. وتقول المعطيات الأولية بشأن الحادث الذي أثار هلعا وخوفا كبيرين في صفوف المواطنين الروس، بأن 14 شخصا كانوا داخل إحدى عربات القطار قتلوا في الإنفجار الأول، إلى جانب 11 مسافرا آخر كانوا ينتظرون على رصيف محطة ''لوبيانكا'' وسط موسكو، بينما كانت محطة ''بارك كالتوري'' مسرحا للإنفجار الثاني، وهي كذلك محطة تقع داخل حدود العاصمة الروسية. ونفّذ الإنفجارين في ساعة الذروة الصباحية وبفارق نحو نصف ساعة بينهما، وأشار رئيس جهاز الأمن الإتحادي ''بوريس بوتنيكوف'' - حسب التحقيقات الأولية - إلى أن العمليتين الإنتحاريتين نفذتهما فتاتان تنتميان إلى إقليم شمال القوقاز المضطرب، كما حمّل رئيس الوزراء ''فلاديمير بوتين'' الذي يقوم بجولة في ''سيبيريا''، مسؤولية الهجوم لمن أسماهم ب''الإرهابيين''، متعهدا بتصفيتهم، في إشارة منه إلى تعقب الفاعلين ومعاقبتهم. وقد أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان مكتوب صادر عنه، تفجيري موسكو اللذين وصفهما ب''العمل الشائن''، مؤكدا أن شعبه يؤكد ''وقوفه إلى جانب الشعب الروسي في معارضته لعنف المتطرفين وأعمال الإرهاب الشنيعة التي تستهين بأرواح البشر''، مقدما تعازيه إلى الشعب الروسي على الضحايا الذين سقطوا جراءهما، كما أكّدت المستشارة الألمانية ''أنجيلا ميركل'' -التي توجد في زيارة لتركيا - صدمتها إزاء الإنفجارين، ووصفت الأمر ب''الحدث المفزع''، آملة في الكشف عن ملابسات الحادث بأسرع وقت ممكن، كما أدان الرئيس اللبناني ''ميشال سليمان'' التفجيرين، ودعا في بيان رئاسي إلى التنسيق بين الدول لمكافحة ما أسماه ب''الإرهاب''، وهو ما اتفق معه عليه، ''برنار كوشنير'' وزير الخارجية، الذي أعلن عن تضامنه التام مع موسكو في محنتها. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الإنفجارين، إلا أن الشُبهات تحوم حول جماعات من شمال القوقاز الروسي، حيث تقاتل موسكو تمرداً إسلامياً متصاعداً، يعود إلى سنوات الرعب والدمار التي عاشتها في العقد الماضي، من تنفيذ ''الشيشان''.