وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمشاركة في مؤتمر قمة مجموعة ال15 التي ينتظر عقدها منتصف شهر ماي القادم في طهران. وفي هذا الشأن، حل صبيحة أمس بالجزائر وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي الذي قال إنه جاء وهو يحمل معه دعوة من أحمدي نجاد إلى نظيره بوتفليقة، للمشاركة في مؤتمر قمة مجموعة ال15 المزمع عقدها ببلاده منتصف شهر ماي المقبل. ومعلوم أن مجموعة ال15 هي عبارة عن تكتل اقتصادي،وتضم كل من الجزائر، السنغال،الهند، زيمبابوي، كينيا، نيجيريا، سيرلانكا، المكسيك، الأرجنتين، ماليزيا، البرازيل، شيلي، مصر، إندونيسيا، جامايكا، البيرو، فنزويلا وإيران، بمجوع ما يفوق ملياري نسمة. وقال متكي للصحافة عند نزوله بمطار هواري بومدين الدولي إن الجزائر تعتبر من بين ''البلدان المهمة ضمن أعضاء مجموعة ال15 التي قررت أن يكون لديها برامج للمزيد من التعاون فيما بينها''. وبين الوزير الإيراني أن زيارته للجزائر تهدف أيضا لتحضير الاجتماع القادم للجنة المشتركة العليا بين البلدين، خاصة وأن العلاقات الثنائية التي تربط البلدين ''متينة''، حسب ما وصفها منو شهر متكي الذي أكد أنه سيعمل خلال زيارته هذه على ''تعزيز روابط التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات''. وأوضح المسؤول الإيراني ذاته أنه سيتبادل مع المسؤولين الجزائريين ''وجهات النظر حول آخر المستجدات سواء في المغرب العربي أو الصحراء الغربية أو إفريقيا وكذا في الدول المجاورة لإيران خاصة ما يجري في العراق وأفغانستان وفلسطين''. وحل متكي بالجزائر في إطار زيارة تدوم يومين، حيث وجد الوزير المنتدب الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في انتظاره، والذي أجرى بعدها معه محادثات بحضور أعضاء وفدي البلدين تناولت تقييم حصيلة خريطة العمل التي اتفق عليها البلدان في اجتماع لجنة المتابعة شهر ديسمبر الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، والتي تضمنت برنامجا لتعزيز التعاون المشترك في بعض المجالات كالتعليم العالي الصناعة والبناء والزراعة. وسيحاول الطرفان في المحادثات التي تجمعهما تحديد تاريخ الاجتماع المقبل للجنة المشتركة العليا التي سيرأسها الوزير الأول أحمد أويحيى عن الطرف الجزائري ونائب الرئيس الإيراني. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد مستوى العلاقات التي تربط بين طهرانوالجزائر، فقد سبق للرئيس محمود احمدي نجاد أن قال نهاية العام الماضي خلال استقباله سفير الجزائر الجديد بطهران ''إن العلاقات بين طهرانوالجزائر عميقة وأخوية''، وأن هذه العلاقات ''قد فتحت إمكانات كبيرة لمسؤولي البلدين لتوسيع التعاون في مجالات مختلفة''، مشيرا أن وجود الدولتين كعضوين داخل حركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي يمنحهما فرصة جيدة للتعاون الثنائي الذي يصب في خانة تحقيق مصالح العالم الإسلامي. وتترجم العلاقات الثنائية بين البلدين كل عام بعقد لجنة متابعة التعاون بينهما، والتي جرت دورتها الثانية ديسمبر الماضي بالجزائر، وتوجت بالتوقيع على ورقة عمل المذكورة آنفا، وحددت 19 مجال تعاون، إضافة إلى أنها مكنت من التوقيع على أربع اتفاقيات تعاون تخص مجالات النقل والملاحة والفلاحة.