أوضح الدكتور عبد الحليم بوزيد في تصريح خص به ''الحوار''، على هامش الملتقى الدولي ''العلوم العقلية في الإسلام في الحاضر والماضي الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، ''أن التراث المغربي مهمش. قال بوزيد إن التراث المغربي عبارة عن مقبرة مدفونة تحتاج إلى من يزيل عنها الغبار، لان الثقافة الغربية الواردة، حسب بوزيد، استطاعت بكل وسائلها الإعلامية المتعددة السمعية والبصرية وحتى المكتوبة أن تشكل من المتلقي العربي بمن فيهم الجزائري دائرة ثقافية تابعة له. ويعود بوزيد، خلال حديثه، للتأكيد ان هذه المغالطات شكلت شكوكا كبيرة وكثيرة حول ثقافتنا العريقة التي استفاد منها الغرب. هذا الأخير -يضيف محدثنا -قام بكل ما بوسعه لمنع الأجيال الإسلامية والعربية الحالية من العودة إلى هذا التراث العظيم حتى يتسنى لهم التحكم في كل ما نملك من تراث. من جهة أخرى ابرز بوزيد أن اغلب الباحثين العرب الذين توجهوا إلى الغرب وجدوا تراثهم العربي في بلاد الغرب وكأنهم هم أصحابه، وحين قرأوه واطلعوا عليه تأسفوا على بلادهم التي لم تفتح لهم هذه الخزائن ذات الكم المعرفي الهائل، ليتمتعوا بها في جميع العلوم سواء أكانت العلوم الإسلامية أو الطبيعية، الإنسانية والاجتماعية. هذا وأوضح بوزيد ان الاستعمار الثقافي يملك قدرة عجيبة على استغلال واستعباد الشعوب العربية، فهو من جهة يهمش ثقافتنا ويعتبرها منسية وغير حضارية ومن ناحية أخرى يتحكم فيها من خلال رؤيته وتصوره، ''واليوم نحن بحاجة ماسة إلى تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة ''.