أكد الأستاذ الجامعي والباحث في الاقتصاد، احمد لطفي بخاري، أن للإسلام قواعد ومفاهيم وفلسفة مبنية على العقل لأن القران انزل لذوي الألباب الذين يفكرون والذين يستعملون العقل في الاتجاهات السليمة في أعمالهم وأفكارهم ومواقعهم واختياراتهم. وأكد بخاري ان الاجتهاد في الإسلام حرر العقل وأعطى حرية التفكير والتعبير ولاسيما العلماء. وقال احمد لطفي بخاري في حديث خص به ''الحوار'' في توضيحه ل''العلاقة بين الإسلام والعلوم العقلية'' على هامش الملتقى الدولي الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، ان التفكير الوضعي لا ينسب إلى الدين نسبة بحتة، موضحا ذلك بمثال عن العلامة ابن خلدون صاحب العلوم الاجتماعية وكتابة التاريخ الحقيقي للبشرية والإنسانية الذي ضم نصوصا اقتصادية وسياسية كلها تعتمد على العقل ''العقل أعطى قيمة كبيرة للعمل حيث أصبحت العلوم الإسلامية تخدم العمل والعمل المعروف هو أحد العوامل لإنشاء الحضارات كالحضارة الإسلامية التي مرجعيتها ذلك الأسلوب المرتبط بالحياة السعيدة والذوق السليم للإنسان''، وهوما يمكن ملاحظته، حسب محدثنا، في الهندسة المعمارية، إذ قال اكبر مهندسي العالم لوكوبيزي السويسري إن الهندسة الحضارية الإسلامية أنتجت لبهجة الحياة والسعادة. كذلك نرى جورج مارسي المؤرخ الإسلامي الذي درس المدن الإسلامية والذي تطلع على خفايا الأفكار التي جعلت هذه المدن راقية، فهو يصل إلى فكرة المهندس الجزائري الذي له علاقة وطيدة بالحضارة الأندلسية. ويعود بخاري ليربط الإسلام بالعلوم العقلية، هذه العلوم التي تفيد الإنسان في حياته اليومية وفي ميولاته. وعليه فإن العلوم الموسيقية يقول بخاري أنشاها زرياب وكان الهدف منها معالجة العقل وتهذيبه وإعطائه قدرة الخيال والذوق السليم.