أكد الأديب إبراهيم سعدي، أول أمس، أن الروائي ليس دائما الشخص المؤهل لكي يتحدث عن نصوصه والحكم عليها لأن هذا الأمر يقتضي أن يمتلك هذا الأخير بعض ما يتطلبه النقد. وقال سعدي إن الكاتب بإمكانه ان يكون مبدعا وليس ناقدا بالضرورة لأن النقد يتطلب مؤهلات معينة. وفي معرض حديثه عن عالم الكتابة في الرواية في برنامج صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، تحدث الكاتب عن الروائي بوصفه ناقدا لنصه وعن علاقة النص بقول الكاتب وعن الرواية والحياة إلى جانب الرواية كفن درامي والرواية والدلالة والرواية كوحدة عضوية، ثم في الأخير تحدث عن علاقة الرواية ومبدأ الحرية. وفيما يخص الروائي بوصفه ناقدا للنص قال المتحدث في مداخلة مقتضبة بأن الروائي ''ليس دائما الشخص المؤهل لكي يتحدث عن نصوصه والحكم عليها، لأن هذا الأمر يقتضي أن يمتلك الروائي بعض ما يتطلبه النقد وقد يكون الكاتب مبدعا وليس ناقدا بالضرورة لأن النقد يتطلب مؤهلات معينة قد لا تتوفر لدى الروائي''. وفي هذا المضمار قال المتحدث إن ''النص قد يتجاوز الكاتب في أحيان كثيرة ما يريد الكاتب أن يقوله''، مشيرا إلى انه باستطاعة للكاتب استعمال النص ليعبر عن فكرة معينة ولكن في نهاية المطاف يحدث أن النص يتجاوز رأي الكاتب وربما أحيانا يتناقض معه''. كما أوضح صاحب رواية ''بوح الرجل القادم من الظلام'' بان الرواية وثيقة الارتباط بالحياة لأن الحياة أيضا ''يمكن أن تعاش وممكن أن تتحول إلى نص وتتحول إلى شيء مقروء''. أشار في ورقته الأدبية إلى انه هذا ما تقوم به الرواية التي تحتفظ فيها الحياة بوحدتها والرواية عادة ما تتحدث عن الإنسان كشخص فردي معين له اسم موجود في مكان معين، وبالتالي الرواية تتحدث عن الإنسان بطريقة تختلف عن الطريقة التي تتحدث بها الفلسفة مثلا، فهذه تتحدث عن الإنسان بصفة عامة لكن الرواية تتحدث دائما عن شخص يحمل اسما ويعيش في مكان وزمان معين. وقال المحاضر إن الروائي يتعامل دائما ''بصفة موضوعية وحيادية'' مع الشخوص التي يبدعها ''فليس لأنه لا يتفق مع شخوصه يقدمها بصورة مشوهة ومنفرة''. فالروائي - كما يضيف - مطالب دائما بان ''يجعل شخوصه تمتلك مصداقية''. ''فالرواية - كما يضيف المحاضر - عالم مفتوح على أساس أن أشكال الرواية تختلف ولا ندري كيف يكون الشكل الروائي غدا إذن، فالنص الروائي لا يخضع بالضرورة لمجموعة القواعد الثابتة التي لا تتغير فعالم الرواية مفتوح على كل الإمكانات''.