ابتدعت إسرائيل لنفسها حلما وسعت بكل قوتها إلى تحقيقه، حلم فاشي حكايته قصة ''أرض بلا شعب'' وجملة من الأمنيات العنصرية التي تحقق جزء كبير بداية بتجسيد أكبر مؤامرة في التاريخ، والتي توجت بإقامة كيان عنصري دخيل في أرض تشكل قلب الوطن العربي، والجزء المتبقي من الحكاية هو في طريق التحقيق لأن الدولة الصهيونية تسعى في كل يوم لجعله حقيقة وواقعا مفروضا حتى لا يظل مجرد أضغاث أحلام لأن الفكر الصهيوني أساسه تحويل الأوهام إلى حقيقة.. اليوم عزمت إسرائيل على تنفيذ مخطط خطير في الضفة الغربية، ويهدف إلى طرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربيةالمحتلة بتهمة التسلل إلى الضفة من قطاع غزة أو مدينة القدس أو الخارج. إسرائيل قررت أن تقلب الموازيين وصار ابن الأرض هو المتسلّل، فيما المتسلل الفعلي وواضع اليد بالقوة على الأرض، هو الشرعي، انقلاب الآية بهذه الصورة، يستوجب التصدّي العاجل، وإلاّ صرنا أمام فصل جديد من استكمال النكبة حسب ما يحذر منه كل الخبراء.. اعتدنا من الكيان الصهيوني أن يقرر طرد وتهجير الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم ونهب أرضهم، لأن ذلك من طبعه وطبيعته المجبولة بالعدائية، لكن أن يلاحق المواطن الفلسطيني لترحيله من الضفة، بزعم أنه تسلّل إليها فذلك منتهى الفجور العدواني. ما يحدث في الأراضي الفلسطيني هو أصلا يتم في إطار سلسلة طويلة من القوانين الإسرائيلية العنصرية ومجموع الإجراءات التي استهدفت منذ زمان الإنسان الفلسطيني وأرادت اقتلاعه من أرضه بشتى السبل والوسائل المتعددة التي استخدمها وتستخدمها دولة الاحتلال لتحقيق ذلك الحلم اللعين المفروض بقوة العنجهية والظلم الذي يمارسه رعاة وحلفاء الدولة الصهيونية.. إن الإجراء الصهيوني إجراء قديم جديد، تمارسه إسرائيل منذ بداية احتلالها عام 1948 ولغاية يومنا بحق كل فلسطيني دون تردد ودون احترام لقوانين الإنسانية، حيث أن حلمها بأرض بلا شعب لا زال يحتل مكانة عليا في أجندتها السياسية والعسكرية والقضائية والتي في كل يوم تصدر قراراً جديداً في سبيل تحقيق أحلام واهمة ولعينة، لنغرق نحن في مستنقعات اللعنة والخزي إن لم نكن في مستوى التحدي..