كشف محمد بن مدور، مكلف بالإعلام بدار عزيزة، عن مشروع جديد تعتزم السلطات المعنية تجسيده في المستقبل القريب يتعلق الأمر بإنشاء متحف أرضي بساحة الشهداء يضم العديد من الآثار التي تم اكتشافها إثر الحفريات التي شرع فيها فريق بحث إيكولوجي جزائري، تشرف عليه شركة فرنسية منذ جولية 2008 بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة. وقد تم تم بموجب هذه الحفريات العثور على الكثير من الطبقات الأثرية. وأوضح مدور في تصريحه ل''الحوار'' أن عملية الجرد والتنقيب عن الآثار بدأها فريق بحث جزائري تابع لمديرية الثقافة لولاية الجزائر التي تلقت بلاغا من شركة متروالجزائر بوجود آثار يعود تاريخها إلى حقب تاريخية متعددة الأمازيغية، الرومانية والعثمانية، وهي شواهد قاطعة تعكس التنوع الإيكلوجي للجزائر العاصمة. وقد تم العثور على هذه الآثار، حسب محدثنا، على عمق 7 أمتار ونصف في انتظار الوصول إلى 9 أمتار، وقد أفضت عملية التنقيب في هذه المنطقة إلى مجموعة من القطع والتشكيلات الفسيفسائية التي لم يتم حتى الآن استخراجها كليا، وهي بصدد البحث والتقصي ودراسة مدى أهمية هذه القطع وتفاصيلها التاريخية. علاوة على ذلك فقد تم اكتشاف قطع نقدية رومانية ترجع إلى القرن الثالث ميلادي، إلى جانب قطع نقدية أخرى نحاسية ومعدنية، وبقايا أوانٍ فخارية، وبقايا جدار كنيستين يعود تاريخ تشييد الأولى إلى القرن الخامس للميلاد. هذا وقد تم العثور مؤخرا على هيكل عظمي أثبتت الدراسة أنه يمثل هيكل رجل دين مسيحي ''قسيس'' نظرا لطريقة الدفن التي تمت بها وكذا وجوده تحت أرضية الكنيسة الثانية. وعن مصير تلك الآثار قال بن مدور ''إن عملية البحث تجري بالموقع على قدم وساق وقد انقسم رأي الجهات المسؤولة بين إعادة ردم ما قد تم العثور عليه، وفريق آخر يرى ضرورة إنشاء متحف باطني أرضي يتم تغطيته بطبقة من الزجاج يكون تحفة أثرية تزيد من جمال مخرج المترو بعد استكمال أشغاله مستقبلا، ويبقى هذا الإجراء ورادا إلى غاية تجسيده من عدمه''.