تعد جمعية المسنين التي أنشائت سنة 1985 بولاية تلمسان فضاء ثقافيا واجتماعيا للتخفيف من معاناة هذه الشريحة الهشة من التهميش والإقصاء ونكران الجميل، حسب ما أكده النائب الأول لرئيس الجمعية. وأشار السيد جيلالي مزيان إلى أن أهداف هذه الجمعية ذات الطابع الترفيهي والاجتماعي تكمن أساسا في جمع شمل المتقاعدين بصفة خاصة والمسنين عامة والذين يتم إحياء يومهم الوطني يوم 27 أفريل من كل عام داخل إطار تنظيمي مع القيام بأنشطة ثقافية وفكرية وترفيهية متنوعة لمحاربة التهميش والعزلة الاجتماعية. كما تهدف كذلك إلى ''ترقية التضامن والتكافل الاجتماعي بين الأعضاء أنفسهم من جهة وبين الجمعية والشرائح الاجتماعية الهشة من جهة أخرى''، حسب ذات المسؤول الذي أوضح أن برنامج النشاطات يتضمن ''حصصا للتوعية والتحسيس بحقوق المسنين مع إبراز التدابير والإجراءات القانونية المتخذة وطنيا لحماية هذه الفئة مثل تحسين المعاش والمنح وضمان التغطية الصحية وإجبار الأبناء على التكفل بآبائهم''. وبفضل الدفء العاطفي والاهتمام اللذين يجدهما الأشخاص ذوو السن الثالث بين أقرانهم في أحضان الجمعية، فإن مقر هذه الأخيرة الموجود بقلب مدينة تلمسان ''أضحى لا يتسع للمنخرطين البالغ عددهم حوالي 800 عضو''، حسب نفس المصدر. ومن جهته أوضح السيد فار الذهب جمال الأمين العام للجمعية ''أن هؤلاء يجدون بالمقر مكتبة مزودة بعناوين شتى لتغذية الروح وقاعة مهيأة في شكل مقهى للترفيه عن النفس في أوقات الفراغ''. وللإشارة فإن هذه القاعة تتحول إلى فضاء لعقد الندوات والمحاضرات الفكرية والدروس الدينية من تنشيط أساتذة وأئمة من داخل الجمعية أو خارجها، حسب نفس المتحدث الذي أضاف أن ''الجمعية تسعى إلى استغلال خبرة وتجارب الكفاءات المتقاعدة عن طريق القيام بأنشطة اجتماعية تطوعية سواء في المجال الصحي مثل المواظبة على قياس ضغط الدم ونسبة السكر لدى المرضى بالجمعية أو في الجانب التعليمي مثل المساهمة في دروس محو الأمية''. أما بالنسبة للرحلات التي كانت تنظمها الجمعية لفائدة منخرطيها فقد شحت في السنوات الأخيرة وصارت تقتصر على رحلة شهرية واحدة إلى الحمامات المعدنية بسبب ''قلة الإمكانات ونقص المساعدات التي كانت تستفيد منها الجمعية في السابق''. وأضاف السيد مزيان في هذا الصدد أن الجمعية سبق لها أن نظمت رحلات إلى الخارج مثل تركيا والمغرب ومصر. وعن النشاطات الخاصة بإحياء اليوم الوطني للمسنين، فقد أكد نفس المسؤول أنه برمجت عدة تظاهرات ثقافية على مستوى مركز علاج نقص التنفس بغابة تلمسان منها ندوة حول ''حالة وظروف الشخص المسن في المجتمع'' قبل تنظيم حفل استقبال وسهرة فنية على شرف كل المنخرطين بمقر الجمعية.