دعا أمس خبراء ومختصون في القانون والصحة خلال اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية إحسان للمسنين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين التكفل بهذه الشريحة لاسيما في المجالات القانونية والصحية والاجتماعية، وذلك بإنشاء صندوق اجتماعي للتضامن يؤمن الأشخاص المسنين المعدومي الدخل أوالذين يتحصلون على دخل ضعيف، بالإضافة إلى تأهيل أطباء للتكفل بالمرضى المسنين عن طريق تكوين فرق خاصة في ذلك، وفي ذات السياق طالب هؤلاء بإعادة النظر في منح التقاعد والمساعدة الاجتماعية وتكييفها بما يواكب القدرة الشرائية. أكد علي هارون الرئيس الشرفي لجمعية إحسان في اللقاء الذي نظمته هذه الأخيرة في منتدى المجاهد بمناسبة اليوم الوطني للمسنين المصادف ل 27 من شهرأفريل الجاري أنه بالرغم من أن الجزائرأحسن من العديد من الدول الأجنبية في مجال معاملة الأولياء لكن ذلك لا يكفي خاصة وأن الوضع الاجتماعي في تغير مستمر ولم تعد الإمكانيات البسيطة للعائلة تسمح لها بالتكفل بالشخص المسن على أكمل وجه بالإضافة إلى تهميشه بعد أن كان محورالأسرة ما يؤثر في نفسيته كثيرا. من جهتها شددت ممثلة وزارة الشؤون الدينية على أهمية الإحسان إلى الوالدين بما في ذلك المعاملة الحسنة والبر والطاعة، أما ممثلة وزارة العمل والضمان الاجتماعي رئيسة الصندوق الوطني للتقاعد فأكدت من جانبها الاهتمام الكبيرالذي يوليه هذا الجهاز لشريحة المسنين وذلك بالاستماع لانشغالاتهم قصد التخفيف منها حيث تم في هذا الإطار فتح 128 مركزا للاستقبال والتوجيه على المستوى الوطني وتنصيب وكالتين في كل من تندوف و إليزي بغية فك العزلة عن هؤلاء و للتقليل من الضغط المسجل على وكالة العاصمة تم فتح أربع فروع، بالإضافة إلى إحداث خلية للإصغاء والاستماع لشكاوي المتقاعدين و توفير الخدمة المنزلية عن طريق الزيارات التي قدرت خلال الثلاثي الأول من هذه السنة ب 4860 زيارة، ناهيك عن المساعدات المقدمة كمنح 23 كرسي متحرك خلال نفس الفترة وتوزيع بطاقات التأمين والشفاء. فيما أكدت ممثلة صندوق التأمينات الاجتماعية للأجراء عن إلغاء المراقبة الصحية للمسنين مراعاة لوضعهم الصحي، مشيرة إلى استحداث آليات عمل كبطاقة الشفاء لتسهيل عملية التعويض على المؤمنين و على وجه الخصوص المسنين حيث شكل هؤلاء أول المستفيدين من العملية على مستوى الخمس ولايات النموذجية ،بالإضافة إلى التخفيف من تكاليف العلاج والتي تسمح لهم بتلقي العلاج المناسب بتكاليف أقل. وفي إطارالتكفل الصحي بشريحة المسنين قال البروفيسور بروري رئيس مصلحة بمستشفى بئر طرارية أن هذا الجانب منقوص نوعا ما في الجزائرو هو واقع لا يمكن إنكاره، فالمسن لا يعامل بطريقة جيدة وهو من الشرائح الهشة في المجتمع المعرضة للعديد من الأمراض والتي تحتاج إلى عناية خاصة وملائمة، داعيا إلى تطوير تخصص طبي يهتم بهذه الفئة وتكوين عمال في ذات المجال، مشيرا إلى اهتمام وزارة التضامن بهذا المشروع الذي يعد قفزة في حال تجسيده، بالإضافة إلى إيجاد صيغ للتكفل الاجتماعي والنفسي بأولئك المتواجدين بمفردهم بتوفيرالاستشفاء المنزلي خاصة وأن الإمكانيات متوفرة. وخلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات شدد من خلالها المتدخلين على ضرورة العمل بها وتمتلث أساسا في ضرورة حماية حقوق المسنين وذلك من خلال تحديد وتعريف الإطار التشريعي والتنظيمي بالإضافة إلى تحديد سبل عاجلة لحمايتهم وذلك بوضع جملة من الإجراءات التي يمكن من خلالها تأمين حياة كريمة بالإضافة إلى وضع جهاز خاص بذلك وهذا بإشراك الجميع بما في ذلك الدولة والمجموعات المحلية والمنتخبين إضافة إلى المجتمع المدني والعائلة.