وجه كل من الشاعر العربي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد من العراق والشاعر عبد المولى محمد البغدادي من ليبيا، انتقادا لاذعا لمدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام بصفته المشرف على تنظيم عكاظية الشعر العربي بالجزائر بسبب عدم جدية برنامج التظاهرة في طبعتها الرابعة التي اختتمت، أمس، بقاعة الموقار. أكد هؤلاء الشعراء في تصريحهم لجريدة ''الحوار'' أنه كان يفترض تخصيص الوقت الكافي لهذه التظاهرة العربية الهامة، والتي اختير لها شعار مميز ''الشعر وثقافة المقاومة'' الذي ينم عن عظمة هذا الحدث الذي جمع كما هائلا من الشعراء من مختلف الدول العربية. الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد اقشعر بدني وأنا أطأ أرض الجزائر المقدسة التي حقنها الشهداء بدمائهم الطاهرة، أمة قدمت ملايين من الشهداء من أجل تحرير أرضها، وشرف لها يقول عبد الرزاق أن تحتضن هكذا مهرجان. كما ثمن محدثنا الجهود الحثيثة التي بذلها القائمون على هذا الحدث الثقافي وأشاد بكرم الضيافة، إلا أنه يقول فوجئت للبرنامج المسطر من قبل إدارة المهرجان الذي لا يخدم لا وسائل الإعلام التي حضرت هذه الفعالية بقوة خاصة الجانب الجزائري، ولا الشعراء الذين سئموا من الفراغ منذ وصولهم إلى الجزائر بعضهم اغتنم الفرصة وراح يتجول في أرجاء الجزائر المحروسة بغية التنزه والبعض الآخر بقوا في غرفتهم يقضون معظم الوقت نياما من شدة الإفراط في السهر لدرجة تخلفهم على الأمسيات الشعرية التي تنظم مساء كل يوم. وبشأن الامسيات الشعرية التي احتضنتها قاعة الموڤار طيلة التظاهرة، قال عبد الواحد إن تخصيص 5 دقائق لكل شاعر يصعد على منصة العرض لقراءة نصه غير كاف، ناهيك عن المحاضرات التي لم نعرف لها طريقا للمشاركة في عملية المناقشة والتي نظمت بعيدا عن أعين الشعراء المشاركين، في حين يحضرها اشخاص ليست لهم أي علاقة بالنقد والأدب. وأضاف قائلا ''نصف يوم نقضيه ذهابا وإيابا من مقر اقامتنا بالشيراطون وهم مشكورون على إقامتنا في هكذا فندق وبين وصولنا إلى مقر قاعة الموقار مكان تنظيم الأمسية''، كما طالب ذات الشاعر من رئيس الديوان لخضر بن تركي تنظيم ندوة لتقييم هذه العكاظية لنعرف نقاط ضعفها حتى نتفاداها خلال الطبعات القادمة. على صعيد مماثل انتقد الشاعر العراقي بعض القصائد الشعرية التي قدمها شعراء جزائريون والتي تخلو، حسبه، من الضوابط والقواعد التي تفرضها القصيدة العربية. الشاعر الليبي عبد المولى محمد البغدادي: من جهته أعرب الشاعر الليبي عبد المولى محمد البغدادي عن استيائه حيال سوء التنظيم الذي طبع برنامج تظاهرة عكاظية الجزائر للشعر العربي هذه السنة، وقال ''إن قضية الوقت مسألة مهمة جدا إذ من الخجل أن يمنح لشاعر مثل عبد الرزاق عبد الواحد هذه القامة الشعرية العربية الذي يتجاوز سنه ال 80 عاما وألف أزيد من 54 ديوانا شعريا بضع دقائق لإلقاء قصائده الشعرية ولم تفرد له إدارة هذه العكاظية أمسية شعرية على شرفه دون إقحام أي شاعر آخر''، ضف إلى ذلك قضية المحاضرات والندوات العلمية التي ألقيت بعيدا عن أنظار المشاركين وفي مكان مغاير للقاعة التي تنظم بها الأمسيات، كان من المفروض أن ندعى نحن الشعراء للمشاركة في عملية النقاش، كما كنا بعيدين عن وسائل الإعلام التي من المفروض أن تحتك بنا ونحتك بها هذا هوالهدف من التظاهرة''. هذا وقد تساءل عبد المولى عن الطريقة التي يمكن أن تستثمر بها مثل هذا الحدث العظيم الذي بادرت الجزائر إلى تنظيمه وهوفريد من نوعه في الوطن العربي، وهو ما يشهد مرة أخرى لهذا البلد بتمسكه بقضية الالتحام والتماسك العربي والدعوة مجددا إلى ضرورة الالتفات إلى قضايانا العربية. كما قدم محمد البغدادي الشكر الجزيل لكل الساهرين على هذا الحدث العربي على كرم وحسن الضيافة والاستقبال، وتبقى هذه التظاهرة شاهدا حيا على عراقة هذا الشعب الأبي. الشاعرة اللبنانية أمل نمر طنانة من جهتها أعربت الشاعرة اللبنانية عن أسفها إزاء الوقت المخصص للأمسيات الشعرية التي نظمت خلال هذه التظاهرة، إذ لا يكفي تقول ذات الشاعرة 5 دقائق لإلقاء النص، فالوقت المخصص لكل أمسية ضئيل مقارنة بقائمة الشعراء المبرمجين لتنشيطها، صراحة هذا الأمر أزعج الجميع، أن يلتقي الشاعر بجمهوره وجها لوجه فيه متعة كبيرة، نحن ننتظر هذا الحدث الشعري العربي لكي نعرض أعمالنا على الشعب الجزائري الذي يتوق لسماع الكلمة الموزونة والذي ينتظرنا بدوره لمعرفة جديد الشعر العربي، إن مشقة الطريق والتعب تتلاشى أمام هذا الجمهور لذا أناشد القائمين على هذه التظاهرة العربية أن يتداركوا نقاط الضعف لهذه الطبعة ليتوخوها خلال الدورات القادمة، لكن لا يفوتني أن أنوه هنا تقول طنانة، بجهود الجزائر في تنظيم هكذا حدث ثقافي وبهذا الشعار العريض الذي يتحدث عن المقاومة في وقت لم تتجرأ على ذكره السلطات العربية الأخرى.