استحسن سكان بلديتي بني يلمان وونوغة بالمسيلة العناية الخاصة التي توليها الدولة للتكفل بمنكوبي الزلزال الذي هز المنطقة قبل أسبوع، والمترجم في الزيارات المكثفة التي قام بها وزراء وشخصيات برلمانية إلى المنطقة، وعبر تلاميذ المدارس بالمناطق المتضررة عن ارتياحهم لقرار السلطات العمومية بتأجيل بعض الامتحانات وإلغاء بعضها الآخر، واعتبروها عاملا مساعدا لهم لتجاوز محنتهم. فقد لقيت زيارة أربعة وزراء والتي تبعتها زيارة وفد برلماني، أول أمس، إلى بلديتي بني يلمان وونوغة مباشرة بعد الكارثة التي هزت المنطقة صدى إيجابيا لدى سكان المنطقتين، ولا سيما منهم تلاميذ المدارس الذين استحسنوا قرار وزارة التربية الوطنية بإرجاء بعض الامتحانات وإلغاء بعضها الآخر، والذي تمت مرافقته بإعلان جملة من الإجراءات العاجلة لفائدة تلاميذ بني يلمان وونوغة، من بينها الحصول مجانا على الكتاب المدرسي وتعميم منحة 3 آلاف دينار على التلاميذ إضافة إلى إصلاح الأضرار التي لحقت المؤسسات التربوية. وقد تزامنت زيارة الوفد البرلماني للمنطقة مع استعداد المدارس لإجراء الامتحانات الخاصة ببعض الأطوار، وذلك بعد تلقي منشور وزاري يقضي بإلزامية إجراء اختبارات الفصل الثالث بالنسبة للسنوات الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط والنهائي، لكونها تدخل ضمن امتحانات نهاية العام، مع إقرار إنقاذ بعض تلاميذ القسم النهائي القريبين من معدل 10 من 20 في امتحان البكالوريا. وفي إطار دعمها المستمر لعمليات التكفل بالمنكوبين والتحضير للامتحانات نصبت عناصر الجيش الوطني الشعبي ببلديتي ونوغة وبني يلمان 68 خيمة تضاف إلى 100 خيمة نصبت سابقا. كما أعرب المنكوبون عن ارتياحهم التام لقرارات السيد نور الدين موسى وزير السكن والعمران عقب زيارته لكل من ونوغة وبني يلمان، والتي تم الإعلان خلالها عن التكفل العاجل بالمنكوبين من خلال منحهم مساعدات في إطار البناء الريفي، واعتبر السكان ان قرارات الوزير للقضاء على البناء الهش تعد أكثر من هامة كونها ستمكن البلديتين من تجاوز معاناة ما تبقى من سكان هذه البيوت التي لا تصمد في وجه الكوارث الطبيعية. وفي سياق متصل، شدد والي المسيلة خلال مرافقته أول أمس للوفد البرلماني على أن كل الإستفادات من السكنات الريفية ستتم بعد تحقيقات معمقة توكل لهيئات الدولة على مستوى الولاية، محذرا كل الوافدين من البلديات المجاورة للتحايل على الدولة ومحاولة الحصول على سكن بطريقة غير القانونية، بأنه سيتم متابعتهم وفقا للقانون بتهمة التصريح الكاذب. في حين عبر رئيسا بلديتي ونوغة وبني يلمان عن ارتياحهما للتكفل بمشاكل البلديتين بعد زلزال الجمعة الماضي معتبرين زيارة 4 وزراء من الحكومة في ظرف قياسي يقل عن أسبوع دليل على أن الحكومة عازمة على إزالة سريعة لآثار الزلزال. وبدورهم تعهد أعضاء الوفد البرلماني أمام مواطني البلديتين بأنهم سيسعون رفقة الحكومة من أجل الخروج ببرنامج تنموي عاجل لفائدتهم. من جهة أخرى، أكدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في تقييمها للوضع أول أمس أنه تم تسجيل 3 قتلى و44 جريحا إثر الزلزال الذي هز ولايتي المسيلةوبرج بوعريريج يوم الجمعة الماضي، مضيفة بأن خبرة مركز المراقبة التقنية للبناء لتقييم الخسائر المادية المسجلة في ولاية المسيلة أظهرت أن 20 سكنا جماعيا تم تصنيفها في الخانة البرتقالية و154 في الخانة الخضراء في حين صنف 477 سكنا فرديا في الخانة الحمراء و1179 في الخانة البرتقالية و2699 في الخانة الخضراء. كما تم إحصاء العديد من المنشآت القاعدية المتضررة بونوغة وبني يلمان منها مدارس ومساجد ومراكز صحية ومقرات لمؤسسات عمومية. وبولاية برج بوعريريج تم تصنيف 47 سكنا فرديا في الخانة الحمراء و373 في الخانة البرتقالية و384 في الخانة الخضراء في حين صنفت مدرستين ابتدائيتين في الخانة الحمراء و3 مؤسسات عمومية في الخانة البرتقالية بينما صنفت غالبية المؤسسات المدرسية في الخانة الخضراء. ويشير تقييم الوضع المتعلق بتسيير الآثار المنجرة عن الزلزال إلى وجود 1676 عائلة متضررة، وقد تم في إطار التكفل بالمتضررين توزيع 1381 خيمة و2700 بطانية و100 فراش إضافة إلى المساعدات الغذائية، و4 حافلات صغيرة أرسلتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية من أجل ضمان نقل تلاميذ بلديات بني يلمان وونوغة. كما تشمل الوسائل البشرية والمادية التي تم اتخاذها في مجال التكفل الطبي، أعداد معتبرة من الأطباء والأطباء النفسانيين وكذا 230 عنصرا من الحماية المدنية وأكثر من 50 مهندسا من مركز المراقبة التقنية للبناء، إضافة إلى سيارات الإسعاف ومستلزمات الإستعجالات الطبية وكميات من الأدوية و5 مؤسسات إستعجالية تم تجنيدها في حالة إنذار وحوالي 30 سريرا ميدانيا. أما بولاية برج بوعريريج حيث تم إحصاء ثلاث عائلات منكوبة، فأشار تقييم الوضع إلى أنه تم توزيع 69 خيمة و325 بطانية و160 غطاء و60 فراشا فضلا عن مساعدات غذائية متنوعة، و3 حافلات صغيرة أرسلتها وزارة الداخلية من أجل نقل التلاميذ ببلدية بن داود. وتم كذلك تجنيد فرق طبية وأطباء نفسانيين وهياكل صحية، في الوقت الذي تواصل فيه مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الوطني مهامها المتضمنة ضمان أمن المناطق المنكوبة ومواكب نقل المساعدات وفرق الإنقاذ. يجدر التذكير بأن المنطقة ضربها زلزال بقوة 2,5 درجات على سلم ريشتر يوم الجمعة الفارط وتبعته يوم الأحد هزة ارتدادية عنيفة بلغت قوتها 5 درجات.