قال مجيد: ''أحتفظ بذكريات جميلة عن مشاركة فريقنا الوطني في مونديال 82 الذي دوخ الألمان آنذاك، لقد فاجأنا بمستواه آنذاك أكبر الفرق الكروية في العالم وأخلطنا أوراقهم... هذه هي الجزائر ويجب أن تظل كذلك عظيمة وتترك أثرا أينما حلت بالراية الوطنية، فمن رحم هذا الوطن تخرج منتخب 82 الذي ضم لاعبين بمستوى عالمي كلخضر بلومي ورابح ماجر وكذلك يفعل أشبال سعدان اليوم''. وبكثير من الإعجاب قال عمي مجيد إن الخضر يملكون مستوى يؤهلهم للمرور إلى الدور الثاني من المونديال، لافتا الانتباه إلى العناصر المميزة التي يضمها المنتخب ''نتفق جميعا على أن المنتخب الانجليزي هو المرشح الوحيد على الورق للتأهل على رأس المجموعة الثالثة للدور المقبل، ولكن واقع أرضية الميدان مغاير فكأس العالم عودتنا على المفاجآت العديدة، والمنتخب الجزائري فعلها سنة ,1982 وقادر على إعادة نفس السيناريو، خاصة أنه يملك لاعبين محترفين في أقوى الأندية''. وتمنى مجيد أن ترجع أيام الشباب ليتمكن من السفر إلى جنوب إفريقيا ويسهم في صنع فرحة المناصرين للخضر، مضيفا أن تشجيع أشبال سعدان حلم الصغير والكبير في هذا المونديال. وأضاف:'' أكثر ما يسعدني اليوم هو الفرحة الغامرة والفخر الذي يشعر به شباب اليوم الذين لم يعيشوا فرحة المونديال أبدا كما عشناها نحن، كما لم يشاركوا الخضر انتصاراتهم الكبيرة لسنوات كما عايشناها نحن، وأتمنى أن تكتمل فرحتنا وفرحتهم بتأهل أشبال سعدان إلى الدور نصف النهائي في المونديال''. أما رابح الذي كان ولازال من مناصري الفريق الوطني فقال: ''بكيت حينما هزمنا ألمانيا في 82، وبكيت ثانية حينما هزمنا مصر في المقابلة الفاصلة في أم درمان، فالخضر لعبوا على ''النيف'' في كلتا المقابلتين، رغم أن جيل اليوم لا يعرف ربما بأن فريقنا أهين في 82 أيضا وسمع الكثير من عبارات الاحتقار من الألمان، ولذلك أعطاهم درسا لا ينسى، ونفس الشيء حدث قبل مباراة أم درمان، لكن مع وجود اختلاف بسيط وهو أن الإهانة هذه المرة جاءت ممن كنا نعتقد أنهم أشقاء مما جعل الحرقة حرقتين، وليتهم كانوا فرنسيين أو ألمان''. وأضاف رابح: ''يعتقد المصريون بأن التفوق على الجزائر يكون بالكلام ونحن في الحقيقة لا نتكلم مثلهم، لكننا نفعل فالمنتخب الجزائري تفوّق على نظيره المصري في عدة مرات بالفوز في المباريات التي جمعت الفريقين، حيث حقق ''الخضر'' الفوز في 7 مباريات، فيما فاز ''الفراعنة'' 5 مرات، وآلت النتيجة إلى التعادل في تسع مناسبات. وسجل الجزائريون 27 هدفاً في الشباك المصرية، في حين استقبلت شباكهم 26 هدفاً خلال 21 مباراة دولية جمعت المنتخبين، حسب الإحصاءات المنشورة على الموقع الرسمي للفيفا''. وعن قضية النذور الشائعة والمرسخة في العقلية الجزائرية، فقد بدأت تجتاح المجتمع الجزائري قبيل انطلاق فعاليات المونديال وشرعت الأمهات في تحضير قوائم الحلويات و''الزردات'' التي ستسهم بها في حال تأهل الخضر إلى الدور الثاني في هذا المونديال، الحلم المرتقب لدى الكثيرات منهن واللواتي يعتبرن الخضر أبناءهن. الحاجة زبيدة من باب الوادي أم لخمسة شباب كلهم عاشقين لكرة القدم قالت: ''لا حديث في بيتنا هذه الأيام سوى عن المونديال وأخبار اللاعبين وأطفالي قبل أبنائي الشباب يتابعون باهتمام كل شاردة وواردة عن الخضر، ومتخوفون من مرضهم أو من أي طارئ يمنع أحدهم من المشاركة، ويمكن القول إن عدم مشاركة مراد مغني أحد نجوم الخضر كان صدمة لنا في البيت وفي كل بيت جزائري''. وأضافت الحاجة زبيدة: ''اخترنا عمل الشخشوخة أنا وعديد الأمهات لكل الحي في حال تأهل الخضر إلى الدور الثاني، وأمنيتنا أن يفرح الجزائريون مجددا في هذا المونديال وأن يلهبوا شوارع الجزائر بالرقص والأغاني الرياضية والوطنية، تلك البهجة التي لم نشهد لها مثيلا منذ عهود طويلة، حتى في 82. ورغم أن مشاركة منتخبنا الوطني كانت جد مشرفة آنذاك، إلا أن وقع الفرحة كان مختلفا هذه المرة لأن جيل اليوم تواق للفرحة وهو الذي طالما عايش الأحزان والانتكاسات ولم يعرف العصر الذهبي للجزائر''.