أثنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان على الاتفاق ''المتوازن والعملي'' الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الحد من الانتشار النووي في نيويورك، مبديا في الوقت نفسه معارضته لذكر إسرائيل في البيان الختامي. وأعلن أوباما في بيان بثه البيت الابيض ''ان الولاياتالمتحدة ترحب بالاتفاقات التي تم التوصل اليها خلال مؤتمر 2010 لمراجعة معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية من اجل تعزيز النظام الدولي لمنع الانتشار''، وتابع ان ''هذا الاتفاق بتضمن خطوات متوازنة وعملية سوف تساهم في تقدم منع الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية، التي تشكل المحاور الرئيسية الثلاثة للنظام العالمي لمنع الانتشار''، لكنه ابدى معارضته ''الشديدة'' لذكر اسرائيل تحديدا في الشق المتعلق بالشرق الاوسط في البيان الختامي، وحول هذه النقطة الاخيرة، ينص البيان الختامي للمؤتمر على تنظيم مؤتمر دولي عام 2012 ''يفترض ان تشارك فيه جميع دول المنطقة وان يفضي الى قيام'' منطقة منزوعة السلاح النووي يفترض ان تشمل اسرائيل وايران، وجاء في البيان انه ''من المهم ان تنضم اسرائيل الى المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية''، وفي المقابل، لم يأت البيان على ذكر ايران في حين يتهمها الغربيون بانتهاك القرارات الدولية التي تطالبها بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة وباثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي. من جهة اخرى انتقدت البرازيل وتركيا الولاياتالمتحدة في سجال يزداد حدة بشان المسالة الايرانية، حيث قال البلدان ان الدول النووية الاخرى تفتقر الى المصداقية عندما تطالب ايران بالتخلص من برنامجها النووي، واكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على انه يجب دراسة اتفاق التبادل النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران بوساطة بلديهما الاسبوع الماضي بدلا من المساعي الأمريكية لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، وجاءت تصريحات لولا ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بان اتفاق التبادل النووي يسمح لايران ''بكسب الوقت.. وجعل العالم اكثر تعرضا للخطر وليس اقل''، وقال دا سيلفا لدى افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات ان ''وجود اسلحة دمار شامل هي ما يجعل العالم اكثر خطورة''، وبدوره قال اردوغان الذي يشارك في المنتدى ''عندما نسمع الناس يتحدثون عن منع ايران من الحصول على اسلحة نووية نقول من هم لكي يتحدثوا ضد فكرة امتلاك اسلحة نووية''، واضاف ''ان على من يقولون ذلك التخلص من الاسلحة النووية في بلادهم.. هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يكونوا مقنعين''، ويكشف السجال الحاد بين الجانبين عما وصفته كلينتون ب''الاختلافات الخطيرة جدا مع سياسة البرازيل حيال ايران''، مؤكدة ان ايران ''تستغل'' البرازيل، وتقود الولاياتالمتحدة مساع لفرض مجموعة جديدة من العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه بانه يخفي برنامجا لانتاج الاسلحة النووية، وهو ما تنفيه ايران، الا ان البرازيل وتركيا تؤكدان على ضرورة دراسة الاتفاق الذي توصلتا اليه مع ايران في 17 ماي بالطريقة المناسبة، وقال لولا انه توجه الى ايران ''بحثا عن حل يتم من خلال التفاوض''، وقال ان الاتفاق يلبي مطالب الحكومة الأمريكية، حيث انه يقضي بان ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى تركيا مقابل الحصول على وقود نووي من اليورانيوم العالي التخصيب لاستخدامها في مفاعل نووي لأغراض طبية وليس لاغراض عسكرية، الا ان واشنطن قالت إن الاتفاق لا يكفي حيث ان ايران تؤكد انها ستواصل تخصيب اليورانيوم المتبقي لديها، وتصر واشنطن على ان فرض عقوبات على طهران يعتبر ضروريا لاعادتها الى المفاوضات.