لم ينفصل نبض الشارع الجزائري أمس عن وتيرة نبض ملعب''ماكابي'' بمدينة بولوكوان، حيث خاض محاربو الصحراء مباراتهم الأولى في نهائيات كأس العالم 2010 ضد الفريق السلوفيني. وكعادتهم لم يستطع الجزائريون إلا إطلاق العنان لعفويتهم المعهودة في عشق أشبال الناخب الجزائري رابح سعدان، وهو ما انعكس على كل شوارع العاصمة أمس خلال الساعات الأولى من انتهاء المباراة، حيث بدت مظاهر الاحتفال بعودة الجزائر إلى المونديال بعد غياب 24 عاما. على وقع شعار كل الجزائريين ''وان تو تري فيفا لالجيري'' وأغنية معاك يا الخضرا عاشت شوارع وممرات ومقاهي العاصمة قبل ساعات من انطلاق المباراة التاريخية التي سجلت عودة الكرة الجزائرية إلى سجلات الأبطال ساعات من الفرح. ورغم أن توقيت المباراة صادف بداية الأسبوع بالنسبة للموظفين في كل القطاعات إلا أن مواقيت العمل لم تكن عائقا أمام هوس الجزائريين بمناصرة ودعم رفقاء زياني الذين أكدت الفيفا أن قوتهم تأتي من قوة مناصريهم الذين يؤمنون بهم رغم كل الكبوات. دقائق قبل المباراة شهدت العاصمة ضجة احتفالية عالية سكنت مع أولى صفرات الحكم الغواتيمالي الذي أعلن انطلاق مباراة انتظرها الجزائريون بشغف متلهفين للعب مع الكبار على ملعب لا يطأه إلا الكبار. 90 دقيقة من الترقب والتوتر والحماس الممزوج بالخوف من مفاجآت الكرة المستديرة، بين سكون وثوران وبين هدوء وضوضاء اهتز مؤشر أعصاب المناصرين كبارا و صغارا شيوخا وكهولا. نساء ورجالا ربطوا أنظارهم وقلوبهم وآمالهم بأشبال سعدان الذين قدموا مباراة ممتازة حامية الوطيس رغم خسارتهم غير المستحقة خلال الدقائق الأخيرة للمباراة، تلك الدقائق التي عصفت مع كل ثانية من ثوانيها بحلم الملايين من الجزائريين والعرب. وباستحياء شديد عادت الحركة إلى شوارع العاصمة، حركة اختلفت عن تلك التي صنعها العاصميون قبل المباراة، حيث انعكست ملامح التأسف والحسرة على بعض وجوه لم تستطع تجاوز شعورها بالخيبة في المرور إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم، فيما اعتبر الكثيرون أن خسارة الفريق الجزائري أمام نظيره السلوفيني عادية، مسلمين بقوانين مباراة كرة القدم التي قالوا إنها ليست معادلة رياضية تستلزم فوز الأحسن، مؤكدين أن وصول الفريق الوطني للمونديال في حد ذاته إنجاز.