أعادت مباراة الجزائر مع سلوفينيا بعض الأوساط السياسية في فرنسا المطالبة بمنع رفع العلم الجزائري في دولة ساركوزي ، خاصة بعد تعرض العلم الفرنسي للحرق أول أمس واستبداله بالجزائري ببلدية فيلنوف سان جورج. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن العلم الفرنسي المعلق على واجهة بلدية فيلنوف سان جورج قد تم حرقه ليلة الأحد إلى الاثنين ،واستبده بالعلم الجزائري، مشيرة انه تم اكتشاف ذلك صبيحة أمس الاثنين ،ومضيفة انه قد تم فتح تحقيق من طرف الشرطة لمعرفة من يقف وراء هذا الفعل . وسبق أن عرفت فرنسا هذا العمل في أكثر من مرة ، خاصة خلال التصفيات المؤهلة لكاسي العلم وإفريقيا التي خاضتها الجزائر العام الماضي ،حيث تم رفع الإعلام الجزائرية في أكثر من مؤسسة عمومية فرنسية بعد نزعهم للعلم الفرنسي ،وقد أدى هذا السلوك الذي قام به الأنصار الجزائريون المقيمين بفرنسا إلى ارتفاع موجة مطالب عنصرية تنادي بمنع رفع العلم الجزائري ،خاصة بعد أن لاحظت هذه الأوساط التابعة للحزب الحاكم عدم رفع العلم الأزرق خلال الاحتفالات التي قام بها أنصار الخضر عقب تأهل محاربي الصحراء إلى مونديال جنوب إفريقيا ، واكتفائهم برفع العلم الجزائري. وفي هذا السياق، فتحت الحكومة الفرنسية نقاشا حول الهوية الوطنية، وقد ركز المتدخلون في كلمتهم خلال كل التظاهرات والندوات التي أقيمت لذلك حول عدم رفع العلم الفرنسي من قبل المهاجرين الجزائريين المقيمين هناك ،رغم حملهم الجنسية الفرنسية ، داعين إلى احترام الراية الفرنسية من قبل كل من حصل على وثائق الجمهورية الديغولية . وقد دفع عدم حمل أفراد جاليتنا للراية الفرنسية وتمسكهم راية بلدهم الأم بالحكومة الفرنسية إلى محاولة سن قانون يجرم عدم احترام العلم الأزرق ونشيد '' لامرسياز''، حيث أعلنت وزيرة العدل ميشيل اليو ماري، عن مشروع مرسوم سيقدم لمجلس الدولة ينص على دفع غرامة مالية قدرها 1500 يورو لكل من يقوم بعمل يصنف في خانة '' إهانة العلم الفرنسي''،والتي قد تصل حتى إلى ضعف هذا المبلغ. ويصنف هذا المرسوم ما يسميه ''إهانة وازدراء رموز الجمهورية من نشيد وألوان العلم'' في الدرجة الخامسة من المخالفات سواء تم ذلك في مكان عام او خاص أو مفتوح أمام الجمهور ، كما سيأخذ هذا القانون عنصر القصد في ارتكاب هذه الاهانة بعين الاعتبار ، وهو العنصر الذي يمكن من خلاله متابعة الجزائريين الذين يقومون ينزع العلم الفرنسي أو التصفير على '' لامارسياز'' عمدا ، انطلاقا من الخلفية التاريخية بين البلدين. إلى ذلك ، أشارت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة قد اعتقلت مجموعة من الشباب الجزائري في جيسيو بفرسا يعقب نهاية مباراة الجزائر سلوفينيا ،بعد أن أطلقت الرصاص المطاطي عليهم ،وهم متجمعون بهذا الحي لمشاهدة هذه المباراة والتي ترافقت مع سلوكاتهم المعتادة في التشجيع . وفي هذا الشأن ،أشارت المصادر ذاتها إلى أن الأمن الفرنسي قد عزز تواجده بهذا المكان قبل بداية المباراة بعد أن تجمع الشباب قرب مقر لجمعية محلية لمشاهدة المواجهة الكروية