أصبحت المفاتيح المعدنية التقليدية وكلمات السر المعلوماتية أضحوكة في متحف الماضي. *gm hkih إذ بدأت تتبدد في الهواء كي تحل محلها شريحة رقمية (Chip) مصنوعة من مادة السيليكون اللافلزية. والآن، تكفي إشارة واحدة من يد المستعمل لإضاءة الكمبيوتر الشخصي أو فتح باب المنزل، ويعود الفضل في ذلك الى شريحة رقمية، حجمها أصغر من حبة الرز، تُزرع تحت الجلد وتعمل مدى الحياة. والعملية الجراحية لزرع هذه الشريحة الرقمية بسيطة وتبتعد كل البعد عن إبداع شيء جديد، في المجتمع العلمي.. وهناك عشرات المتحمسين الى زرع الشرائح الجديدة، التي تعتمد على تكنولوجيا التعريف عن الهوية عبر ذبذبات الراديو المسماة (RFID: Radio Frequency Identification). ويبدو أن قدرتها الساحرة ستصبح الأكثر رواجاً في أوساط الهواة راسمة بالتالي الحدود لموضة جديدة، ستستبدل صرخة وَشْم الجلد وثقبه. يستقطب زرع الشريحة الرقمية الجديدة حشداً من الجراحين، الذين يبدأون النظر إليها كجزء من أعمالهم ودخلهم اليومي. كما باتت جزءا لا يتجزأ من أحاديث البلوغرز، أي المشتركين في مواقع الدردشة الحرة ''بلوغ'' على الشبكة، حول العالم، من جراء إمكانياتها التكنولوجية الرائعة. الشريحة الرقمية سعرها دولاران فقط، أما القارئ الرقمي الذي يجب تركيبه داخل الأجهزة التي يريد المستعمل التفاعل معها فورياً مثل الكمبيوتر الشخصي أو أبواب ونوافذ البيت، فينبغي إنفاق خمسين دولارا على الأقل، لشرائه. عمل العدة التكنولوجية المؤلفة من شريحة وقارئ رقمي ثمة دائرة إلكترونية صغيرة، موجودة في الشريحة الرقمية المغلٌفة بدورها، قبل زرعها تحت جلد اليد البشرية، بغشاء بلاستيكي صغير مسمى ''تاج'' (Tag). وتنتظر الدائرة الإلكترونية هذه الاستماع الى إشارة راديو يُرسلها إليها القارئ الرقمي. وعند سماع إشارة الراديو، تُرسل الدائرة الإلكترونية، بدورها، الى القارئ الرقمي إشارة راديو تحوي رقم الشريحة الرقمية التعريفي (Identification Chip Number) أو معطيات أخرى. هكذا، ولدى استلام الجواب من هذه الدائرة الإلكترونية، يأمر القارئ الرقمي بفتح الأبواب أو إضاءة الكمبيوتر أو تشغيل أجهزة إلكترونية أخرى.