يعد كتاب الطفل من أهم سبل التنمية الثقافية للناشئة من حيث إنه أهم أداة في بناء شخصية متزنة سوية ترتكز أساسا على تطوير معارفه وتقوية مستوى تحصيله ومستوى تنمية مواهبه، وإن كانت النتائج المسجلة في ميدان نشر الكتب بصفة عامة ونشر كتاب الطفل خاصة سواء من حيث العدد او النوعية ضعيفة لا تلبي حاجة الطفل خاصة إذا علمنا ان السوق الجزائرية تكاد تخلو من هذا النوع من الكتب. ''الحوار'' استطلعت رأي عدد من المشتغلين في هذا الحقل حول موضوع كتاب الطفل وجمعت هذه الآراء. الروائي والمترجم محمد ساري: الكتب المطبوعة لا تعكس اهتمامات الطفل أعرب الروائي والمترجم محمد ساري عن استيائه إزاء واقع النشر الخاص بكتاب الطفل في بلادنا، مشددا على انه لابد من التركيز على تلبية اهتمامات الطفل وتوفير حاجاته في المطالعة باللغة العربية وذلك حماية له مما يمكن أن يقع فيه بسبب اضطراره إلى مطالعة كتب قد لا تتناسب وسنه ومستواه التعليمي، وهو ما قد يؤثر على سلوكاته ومعاملاته في محيطه الاجتماعي. وقال ساري إن الطفل من سن العاشرة إلى غاية العشرين، يحتاج إلى تنمية قدراته الفكرية وإشباع فضوله في المعرفة من خلال الكتب المتخصصة في المجال العلمي، وهو الأمر الذي لن يتأتى، يقول محدثنا، إلا إذا تم توسيع مجال ترجمة الروايات العلمية إلى اللغة العربية وتوفير المواد العلمية بلغة الضاد التي من شأنها أن تقلص رغبة الطفل في التوجه إلى المطالعة باللغة الفرنسية على حساب العربية. وفي ذات السياق أوضح ساري بخصوص واقع التلميذ الجزائري أن علاقته بالمطالعة تكاد تنعدم، بالنظر إلى اهتماماته التي لا تعكسها بعض القصص المطبوعة باللغة العربية. الروائي مرزاق بقطاش: الكل صار يكتب للطفل دونما إلمام بقواعد الكتابة أكد الروائي مرزاق بقطاش بان كل من هب ودب صار يكتب للطفل دون الإلمام بقواعد وشروط التعامل مع الكتابة لفئة تكاد تكون الأكثر حساسية بين الفئات العمرية الأخرى. وطالب محدثنا بضرورة تنصيب هيئة علمية تناط بها مهمة ترخيص نشر مثل هذا النوع من الكتب الموجهة للطفل من قصص ومجلات ودفاتر شبه مدرسية، على أن تتوفر هذه الهيئة على أخصائيين وأساتذة في علم النفس والاجتماع.. الروائي أمين الزاوي: يتوجب علينا الحرص في انتقاء مضامين الإصدارات الموجهة للأطفال قال امين الزاوي إن النشر الخاص بالأطفال يحتاج إلى سياسة واضحة وحكيمة واستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار عدة أساسيات يجب توفرها، من بينها تخصيص فضاءات للقراءة في المدارس كونها هي التي تستوعب مثل هذه النوعية من الكتب المنشورة، إضافة إلى الحرص في انتقاء تلك الكتب ومراقبة مضامينها. وحسب الزاوي، فإنه يتوجب الحرص أيضا في كيفية انتقاء مضامين الإصدارات الموجهة للأطفال على مستوى الفكر والايدولوجية واللغة المكتوبة بها. واعتبر محدثنا بأن الناشر الذي يشتغل في مجال كتاب الطفل يختلف تماما عن الناشر الذي ينشر للكبار، حيث إن ناشر كتاب الطفل يجب أن تكون له ثقافة عالية وفنيات كبيرة وثقافة تربوية وبسيكولوجية كبيرة وأن تكون لديه تحربة، لكن للأسف، يقول الزاوي، نجد أن الفضاء الثقافي الخاص بالطفل في الجزائر ضعيف جدا.