يعمل الإعلام على حث الأندية الرياضية كافة من أجل تفعيل دور الأنشطة فيها ليصبح شاملاً وليس مقتصراً على الجانب الرياضي وحده، حيث للجانب الثقافي أهمية كبيرة في توعية الشباب وكذلك الحال بالنسبة للجانب الاجتماعي وأهميته حتى تؤكد الأندية رسالتها الحقيقية، وبأنها مؤسسات تربوية خلقت لتقدم ما هو أفضل خدمة المجتمع، وهكذا يجب أن تكون محطتنا في عدد اليوم من داخل النوادي الرياضية و هل من خطط وبرامج تعتزم تنفيذها وكيف..؟ يمكن القول إنها لا تأوي جهداً في التخطيط لتنفيذ العديد من البرامج سواء كانت على الصعيد الرياضي أو الثقافي أو الاجتماعي، حيث إنها على قناعة بضرورة وضع البرامج العملية وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وضرورة العمل على إرسائها باعتبارها القاعدة الأساسية والمتمثلة في النشاط الاستثماري باعتباره النشاط الأهم الذي ينبغي الاهتمام به للدفع بالأنشطة الأخرى سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية للنادي، فلقد بدأت منذ مدة بالاهتمام بالمرافق الرياضية والإدارية حيث تم الانتهاء من إنشاء المقرات بالمجهود الذاتى كذلك تم إجراء صيانة لملاعب كرة القدم وكرة اليد والطائرة ناهيك عن قاعات رفع الأثقال التي تحظى باهتمام بالغ للدفع بهذه اللعبة وعناصرها إلى الأمام من قبل روؤساء النوادي. هناك حالة عقم سائدة داخل الأندية الرياضية نتيجة تركيزها على الجانب الرياضي وإهمالها لجوانب أخرى أساسية، وهي الجوانب الثقافية والاجتماعية رغم أن النوادي قد تختلف عن غيرها من هذه الناحية قدر الإمكان . لكن ما هي الوسيلة الفعلية التي يمكن للأندية أن تقوم بها حتى تؤكد حقيقة النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي..؟ لكي يتم تحقيق وتأكيد حقيقة النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي ينبغي اتخاذ جملة من الإجراءات العملية داخل الأندية، وذلك من خلال الاهتمام بكافة الأنشطة وإجراء المسابقات بشكل مستمر لإقحام أكبر عدد ممكن سواء كان ذلك في الجانب الرياضي أو الجانب الاجتماعي أو الثقافي، فعلى سبيل المثال فإن النوادي عند قيامها بإجراء مسابقات رياضية للوحدات الإنتاجية أو المؤسسات التعليمية فلابد لهذا البرنامج أن يتزامن مع برنامج ثقافي سواء كان ذلك بإجراء العديد من المسابقات العلمية من المؤسسات التعليمية أو الإشراف على المعارض المدرسية أو الإنتاجية بصفة مباشرة من قبل النوادي. كذلك يتم الارتباط بالبرامج الاجتماعية فعند الانتهاء من المسابقات الرياضية خلال شهر رمضان المبارك من كل عام وإقامة البرامج الثقافية بالشهر نفسه فإن ذلك يتبعه إعداد برنامج اجتماعي يتمثل في تقديم المساعدات المادية للعائلات المعوزة بمناسبة عيد الفطر وعيد الأضحى . وبعدم التركيز على النشاط الرياضي وحده والمتمثل في مزاولة كرة القدم بصفة خاصة والتنسيق بين كافة البرامج سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو رياضية يمكن للأندية بذلك من إيجاد وسيلة ناجعة لجعل حقيقة النادي الرياضي الثقافى الاجتماعي ماثلة للعيان . اغلب الأندية مازالت مقصرة في عدم تطبيقها الحقيقي لمفهوم الرياضة الجماهيرية وتحريض الجماهير على مزاولتها .. فما هي الطريقة المثلى المناسبة لتطبيق فعلي للرياضة الجماهيرية ومن خلال الأندية؟ إن الطريقة المثلى والمناسبة لتطبيق فعلى للرياضة الجماهيرية من خلال الأندية لا يتم ذلك إلا بالإصرار على العمل وبمختلف الأعمار، ولكي يتأتى ذلك لابد من عدم التركيز على لعبة كرة القدم بصفة خاصة وإعطائها الأولوية داخل الأندية , فكرة القدم لها محبوها ومزاولوها باعتبارها اللعبة الأولى ولكن ذلك لا يعطي المبرر لإهمال بقية الألعاب الأخرى . فالسياسة العامة التي انتهجتها الأندية تقوم على أساس النهوض بكافة الألعاب شأنها شأن كرة القدم، فعلى سبيل المثال ومن خلال الواقع الملموس والمشاهدة اليومية فقد قامت النوادي بفتح جميع أبواب الرياضة لممارسيها إيمانا منها بضرورة توسيع قاعدة الرياضة الجماهيرية وهذا ما يتم مشاهدته كل يوم داخل النوادي الرياضية. وتأكيداً لما سبق فإن النوادي حرصت منذ مدة طويلة على إقامة التربصات الصيفية كل سنة تحت إشراف نخبة من المدربين المختصين في المجال الرياضي تتخلله المحاضرات الفكرية بإشراف الأساتذة المختصين في هذا المجال أيضا. كما أن النوادي تقوم بالإشراف على العديد من الفئات الخاصة بمزاولة لعبة كرة القدم ... والطائرة ... والسلة... وكذلك لعبة رفع الأثقال التي تستحوذ على اهتمام بالغ من النوادي نظراً لكثرة عدد اللاعبين المزاولين لهذه اللعبة ناهيك عن النتائج الباهرة التي تم تحقيقها في كافة المسابقات التي أجريت من قبل الاتحادات المختصة لهذه اللعبة . هناك ظاهرة غير حضارية من قبل شريحة من الشباب ممن هم مرتبطون بمتابعة أخبار ومباريات بعض الفرق نراهم يمارسون تصرفات غير مسؤولة وعبر شطحات غريبة وكما حدث في شوارع بعض الولايات عقب المباريات، و للقضاء على الظواهر السلبية الناجمة عن قيام شريحة من الشباب بتصرفات غير مسؤولة مرتبطة بمتابعة الفرق الرياضية تجدر الإشارة بأن تلك التصرفات الغريبة نتيجة للفراغ الذي يعانيه الشباب الرياضي بصفة خاصة، حيث إن الجمهور الرياضي جمهور مثقف رياضياً وملم بكافة الأحداث الرياضية وبصورة ملفتة للانتباه وبالأخص لمتابعة أخبار لعبة كرة القدم وهذا ما أشاد به العديد من النقاد والمختصين في هذا المجال وعلى مختلف الصعد . إلا أن عدم انتظام إجراء المسابقات الرياضية محلياً وبشكل منظم من خلال الاتحادات الرياضية للرفع من مستوى البطولة أو الكأس الذي يجد الجمهور متعته في متابعة أخباره وبشكل يومى جعل من تعطل هذا البرنامج مجالاً خصباً لإثارة بعض المشاكل من شريحة من الشباب الذي افتقد هواياته في متابعة أخبار الفرق التي يحرص على تشجيعها، وهذا ما جعله عرضة لتتبع أخبار الفرق الرياضية الأوروبية وإعطائها جل اهتماماته, كما أنه يجب وضع برنامج فني ومحلي للمنتخب الوطنى لكرة القدم يتسم بالاستمرارية وذلك من خلال الاحتكاك بالمنتخبات الرياضية الأخرى وإجراء المباريات الودية معها نظراً لشغف جمهورنا الرياضي وولعه بمنتخبه الوطني، والشواهد على ذلك كثيرة وهذا ما يجعله بمنأى عن التأثيرات السلبية المؤثرة والمتمثلة في متابعة الفرق الرياضية الأجنبية الأخرى، كما يجب الاهتمام بالفئات الصغرى لجميع الألعاب بحيث يكون تحت إشراف مدربين مؤهلين لخلق قاعدة عريضة من اللاعبين المميزين لكرة القدم، والتي تجد متابعيها من الجمهور الرياضي الذي يتشوق لخلق مثل هذه الفئات. لكي يتم التآلف بين الروابط الشبابية والأندية الرياضية ينبغى أولاً بناء الروابط الشبابية بالشكل الصحيح، والمتمثل في اختيار العناصر الفاعلة والقادرة لاستقطاب الشباب وتوجيههم التوجيه الأمثل لتنفيذ كافة البرامج الايجابية التي تخص الشباب نظراً لان الدور المميز الذي تقوم به الروابط الشبابية هو دور داعم ومكمل للأندية في احتضان الشباب والوقوف على مشاكلهم ومحاولة إزالة كافة العقبات التي تواجههم. فكافة شرائح الشباب المتواجدين بالأندية هم أعضاء بالروابط الشبابية من المزاولين للأنشطة الرياضية أو المشرفين على البرامج الثقافية أو الاجتماعية, فحتى يتم اكتمال بناء الهياكل الخاصة بالروابط الشبابية فإن التآلف شيء أكيد بينها وبين الأندية لتأدية الرسالة المناطة بها وهي إعداد جيل من الشباب الواعي الفاعل المدرك لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه. أما الدور الحقيقي الذي يجب أن تقوم به روابط المشجعين بالأندية فلابد أن يكون دوراً ايجابياً يتمثل في دعم الأندية مادياً ومعنوياً، والوقوف بشكل منتظم على كافة المشاكل اليومية التي تعترض سبيل الأندية وشد أزر النوادي الرياضية بها لإيجاد السبل الكفيلة لحل هذه المشاكل ناهيك عن التريض المستمر لكافة شرائح المجتمع لممارسة الرياضة الجماهيرية الفعلية على أرض الواقع من خلال الأندية الرياضية . *- كاتب وباحث جزائري - عضو الأكاديمية الدولية لتكنولوجيا الرياضة - عضو الأكاديمية العراقية للرياضة - عضو اتحاد المدونين العرب