يكشف لنا ''فريد بقباقي''، مدير الثقافة لولاية تمنراست، في هذا اللقاء الذي خص به جريدة ''الحوار''، عن أهم المشاريع التي تعكف الولاية على إنجازها في المستقبل القريب، يتعلق الأمر بمشروع المسرح الجهوي ومسرح الهواء الطلق. كما يكشف لنا عن الميزانية التي رصدت لإنجاز كلا المشروعين ويحدثنا عن الواقع الثقافي للمنطقة. كيف تقيم الحركة الثقافية بولاية تمنراست؟ منذ حوالي خمس سنوات بدأت تمنراست تعرف حركة ثقافية جمعوية نشطة. وأستطيع القول إن الثقافة في تمنراست قبل خمس سنوات كانت تحمل الاسم فقط، لكن وزارة الثقافة قدمت دعما ماليا كافيا للولاية لتفعيل هذه الحركة، حيث زاد عدد الجمعيات الثقافية بشكل كبير. فعلى مستوى مديرية الثقافة توجد 120 جمعية والعدد في تزايد مستمر كل يوم، فالجمعيات الثقافية خاصة منها الفنية تساهم في الحفاظ على الموسيقى التقليديية مثل ''التندي'' و''الامزاد''. وتمنراست تحوي منطقتين ثقافيتين مختلفتين الأولى خاصة بالأهقار والتي تتميز بالثقافة التارقية، أما المنطقة الثانية في تدلكت عين صالح خاصة بالفلكلور ''القرقابو''. وماذا عن اهتمام المسؤولين بالثقافة في تمنراست؟ بطبيعة الحال مديرية الثقافة تابعة للمجلس التنفيذي للولاية وهو بدوره تابع لوزارة الثقافة التي لها برنامج خاص بجميع الولايات. وولاية تمنراست وفي إطار هذا البرنامج استفادت من تأسيس ثلاثة مهرجانات منها المهرجان المحلي للفنون والتبادل الثقافي، حيث تنتقل تمنراست إلى خمس ولايات أخرى من أجل إبراز التراث اللامادي للولاية وتستقبل في نفس الوقت ولايات أخرى. المهرجان الوطني الثقافي للموسيقى والأغنية الأمازيغية وهوعبارة عن مسابقة نهائية لأربعة مهرجانات محلية تجري في منطقة القبائل، الشاوية، بني مزاب، والتوارق، بالإضافة إلى المهرجان الدولي ''تنهينان ابلسة'' التي تبعد عن تمنراست حوالي 500 كلم عن الولاية. تعاني كثير من ولايات الجنوب الجزائري من قلة المشاريع الثقافية. ماذا عن ولاية تمنراست؟ هناك عدة مشاريع ثقافية خاصة بالولاية منها ما هو في طور الإنجاز ومنها ما ينتظر اللمسات الأخيرة، حيث نعكف الآن على التحضير لمشروع المسرح الجهوي والذي رصدت له ميزانية 42 مليار سنتيم. ونحن نسعى لإنجاز هذا المشروع رغم أن حركة المسرح بدأت منذ خمس سنوات وكانت البداية محتشمة، ومع هذا كوّنا شبابا في المستوى واستفدنا من المشروع وستبدأ الأشغال عما قريب ونحن لا نريد أن يقل عدد المقاعد عن خمسة آلاف مقعد. كما نعكف على التحضير لمشروع مسرح الهواء الطلق الذي حظي بميزانية 25 مليار سنتيم، وهناك مشروع ''مركز تحليلي تابع للحظيرة الوطنية للأهقار، وهوعبارة عن متحف للحظيرة ينتظر التجهيز، الجهة الأولى خاصة بالمتحف والجهة الثانية تقوم بتحليل النتائج التي تكون من الميدان، وهناك مشاريع أخرى من نوع خاص تعني بترميم المعالم التاريخية. في بداية الأمر وجدنا صعوبة في إيجاد مكاتب دراسات متخصصة، لهذا تأخرت عملية الترميم ورغم هذا تجاوزنا هذه النقطة وتمت دراسة 4 معالم تاريخية ''قصبة باجودة'' بعين صالح التي تعود إلى فترة ما قبل الاستعمار واسمها يعود إلى قبيلة باجودة، ''قصبة تيت'' في تمنراست، ''سوروموسى اق مشنان''، وهي بنابة بطابقين، ''سوروتازروقت''، كل هذه المواقع خضعت لدراسة شاملة ونحن الآن بصدد اختيار المقاولات التي تهتم بعملية الترميم لأن هذه المواقع في حالة جد سيئة. وبعيدا عن الترميم هناك العديد من المكتبات على وشك الانتهاء، مكتبة أدريان نسبة الأشغال بها 99 بالمئة، بالإضافة إلى المكتبة الولائية حيث الاشغال بها متقدمة وبقيت مكتبتان في طور الإنجاز واحدة بعين صالح والثانية بمقر الولاية، كما استفدنا من مشروع بناء مكتبة بعين قزام لم ننطلق فيه بعد، وهناك مشروع مقر جديد لمديرية الثقافة. ضعف مستوى المقروئية مشكل تعاني منه مختلف ولايات الوطن خاصة ولايات الجنوب، فكيف تقيم نسبة المقروئية في الولاية؟ نحن دائما نحكم على ولايات الجنوب الجزائري بأن مستواها الثقافي ضعيف، لكن الإقبال على المكتبات العمومية أدهشني وفي تمنراست هناك تزاحم من أجل الظفر بمقعد في المكتبة والاطلاع على ما تحويه رفوفها من كتب متنوعة. والسبب في الإقبال الكبير في رأيي يعود إلى نقص الأماكن الترفيهية، ما يدفع شباب المنطقة للإقبال على المطالعة. وماذا عن واقع السياحة في الولاية؟ نحن في تمنراست عندنا نوع خاص من النشاط السياحي يختلف عن الشمال، فالسياح عندما يحضرون يتصلون بوكالات سياحية معتمدة تنقلهم من المطار إلى المواقع التاريخية والأثرية، ونحن أردنا أن نغير الطريقة حيث وضعنا للسياحة مخططا خاصا عن طريق تنظيم مهرجانات وطنية محلية ودولية من أجل الاستفادة من مداخيل السياح. ح. ح